الأخبار
صبرى غنيم
أبو الغيط لرجال البنوك.. فضلت السياسة عن العمل «كمحاسب»
رؤية
- فجر أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية مفاجأة أمام رجال البنوك العربية وكان طارق عامر محافظ البنك المركزي يتصدرهم في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ابتكارات التكنولوجيا المالية ومستقبل الخدمات المصرفية والذي نظمه في القاهرة اتحاد المصارف العربية إذ أعلن أبو الغيط.. أن دراسته كانت بكلية التجارة تخصص "محاسبة" وبدلا من أن يعمل محاسبا عمل بالسلك السياسي.. وللحق أن المرحوم والده "طيب الله ثراه" هو الذي تنبأ له بالخارجية.. إذ قال له "يا أحمد سوف تعمل في الخارجية.. وفِي يوم ما ستصبح فيها سفيرا" وقد تحققت نبوءة الأب وبعد تخرجه نجح في جميع امتحانات الخارجية وبتفوق وعمل فيها ثم صار سفيرا.. ووزيرا للخارجية.. هذه المفاجأة كانت هي مقدمة الكلمة النارية التي أطلقها بوصفه الأمين العام لجامعة الدول العربية في مؤتمر البنوك العربية، ثم نظر لرجال البنوك وهو يشيد بهم علي ما حققوه من إنجاز في اقتصاد المنطقة العربية وفي النهاية قال لهم قبل بدء كلمته "عملكم صعب جدا وقد كان من الممكن بعد تخرجي في كلية التجارة أن أكون واحدا منكم"..
- ضجت قاعة المؤتمر بتصفيق حاد، طارق عامر نفسه كان سعيدا وهو يضحك من قلبه وقد أرسل تحية من مقعده بالإشارة لأحمد أبو الغيط يهنئه علي الكلمة والتي غيرت من مناخ القاعة، حيث رطبت الحوار، وللحق كان أحمد أبو الغيط هو المتحدث الوحيد بين المتحدثين الذي ارتفع رصيده من التصفيق، وبدبلوماسية الدبلوماسيين أشاد بالقائمين علي هذا المؤتمر في اختيارهم للقضايا، فكونهم أن يختاروا "الابتكارات التكنولوجية المالية ومستقبل الخدمات المصرفية" معناه أنهم علي علم بخطورة التحديات الكبيرة التي تواجه المصارف العربية في ظل الدور المحوري الذي صارت تلعبه الابتكارات في العمل المصرفي..
- إذ قال.. إن تطبيقات التكنولوجيا المالية تغزو العمل المصرفي بمعدل غير مسبوق في تسارعه.. وفي كل يوم يتضح بصورة أكبر تأثير التضافر بين التطبيقات التكنولوجية خاصة في مجال الاتصالات من ناحية وبين العمل المصرفي من ناحية أخري فمجالات الخدمات المالية التي تقوم علي التكنولوجيا تشهد اتساعا مطردا إذ صارت تشمل تحويل الأموال والإقراض والتمويل الجماعي وإدارة الثروات فضلا عن التأمين والعملات الرقمية وغيرها من الأدوات المالية التقليدية التي تواجه منافسة شرسة من الشركات الناشئة التي توظف التكنولوجيا المالية في تقديم هذه الخدمات.. إن 20% فقط من المواطنين العرب لهم حساب مالي في المصارف وهي نسبة لابد أن تصيبنا بالانزعاج الشديد ذلك أنها لا توفر مقوما كافيا للانطلاق الاقتصادي..
- وقال.. إن بقاء القسم الأكبر من المواطنين في المنطقة العربية خارج النظام المصرفي يحرم الاقتصادات الكلية من تحقيق إمكانياتها الكاملة من الأصول التي يمتلكونها بالفعل وأن 8% فقط من قروض البنوك في العالم العربي لا تسمح بالانطلاقة الكافية في المشروعات..
- وقال أبو الغيط أيضا.. إن الاتجاه العام للأوضاع الاقتصادية في أغلب البلدان العربية يشير إلي قدر لا بأس به من التحسن وثمة توقعات من جانب المؤسسات المالية الدولية بارتفاع معدلات النمو في المنطقة العربية لتبلغ في المتوسط 3.1% عام 2018 ليرتفع معها الناتج الإجمالي العربي إلي نحو 2.8 تريليون دولار.. وبرغم ما تشهده بعض دول المنطقة من توترات ونزاعات أهلية وصراعات مسلحة.. إلا أن هناك حكومات تبذل جهودا مشهودة في مجال التنمية ودفع عجلة الاقتصاد المالي وتحسين المناخ التشريعي والإجرائي من أجل إطلاق كافة الإمكانيات الاقتصادية الكامنة في المجتمعات العربية وجذب مزيد من الاستثمار الأجنبي المباشر..
- وقبل أن يختم أحمد أبو الغيط كلمته قال "إن اتحاد المصارف العربية مدعو إلي العمل بكل طريق من أجل تعزيز التعاون بين المصارف العربية في مواجهة التحديات المشتركة ودعم تشبيك الاقتصاد العربي من أجل تعظيم المعاملات البينية.. وأكد أنه علي يقين أن القطاع المصرفي العربي يمثل قاطرة مهمة للنمو في العالم العربي وأن رجالات هذا القطاع وخبراءه يلعبون دورا حيويا في استدامة هذا النمو وتحصينه من أي انتكاسة أو تراجع..
- في داخلي قلت "ما شاء الله علي ذكاء هذا الرجل فقد شد جميع الكاميرات إليه وهذه عادته لأنه يتمتع بقبول وحضور في جميع المؤتمرات التي يشارك فيها".


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف