دائما نتحرك بعد خراب مالطا.. نترك "السايب * السايب" وبعد وقوع الكارثة نبدأ في التشخيص ووصف الداء والدواء والذي غالبا ما يكون فض مجالس أقصي عواقبه الإطاحة بمسئول أو اثنين لإطفاء النيران المشتعلة وتبريد الأجواء الملتهبة وتحجيم رد الفعل العنيف من المضارين.. ثم نقلب الصفحة وننتظر كارثة جديدة ندور بعدها في نفس فلك أختها..!!!
هذا هو السيناريو الذي اعتدنا عليه علي مدي عقود طويلة.. ارجعوا بالذاكرة إلي كوارث القطارات المتعاقبة منذ الثمانينيات من القرن الماضي حتي اليوم ماذا تم فيها وبعدها وهل توقفت.. وارجعوا إلي غرق الإسكندرية بمياه الأمطار في عهد المحافظ المسيري بل وغرق غالبية محافظات مصر كل شتاء رغم تحذيرات الأرصاد ماذا حدث قبلها وأثناءها وبعدها.
قد نجد بعض العذر في كوارث القطارات بسبب تهالك المنظومة كلها من عربات وقضبان وإشارات ومزلقانات وغير ذلك. وقد نجد نفس العذر في غرق الشوارع العتيقة نتيجة "ضياع" مواسير الصرف الصحي بها وكلها أمور فوق طاقة أي مسئول.. لكني وبأمانة شديدة لا أجد أي عذر لما جري في القاهرة الجديدة التي لا يتجاوز عمرها عقدين من الزمان ومرافقها "لنج".
هيئة الرقابة الإدارية تحركت بسرعة فائقة وكشفت المستور والذي ينحصر في أمرين: الأول.. غياب التنسيق بين الأجهزة الحكومية المختلفة وهو غياب معتاد تحول من عادة إلي عبادة. والثاني وهو الأهم.. التلاعب في عملية التسليم والتسلم للمرافق..!!! إنها الكارثة الحقيقية.. سرقة علنية وبفجور أدت إلي غرق كمباوندات بأكملها في التجمعين الأول والخامس غير المفروشات باهظة التكاليف والسيارات التي غمرتها المياه.. يعني الخسائر بالمليارات.
لقد تمت إقالة رئيس جهاز المدينة من منصبه.. والسؤال هل هو المتسبب الوحيد في هذه الكارثة "الفضيحة"؟؟.. نعم هو مسئول باعتباره رئيس الجهاز.. ولكن: أين المرتشون والمتلاعبون في عمليات تسليم وتسلم المرافق؟؟.. لابد من محاسبتهم وقطع رقابهم.
الأهم.. هو ضرورة أن نعمل للغد بمنظومة دقيقة تنحصر في أن تشرف القوات المسلحة علي تنفيذ واستلام كل المشروعات القومية خاصة المرافق "الباب الملكي للنهب والسرقة" حتي نضمن تنفيذها كما يجب وفي التوقيتات المحددة دون تلاعب وبالكفاءة المطلوبة.. ومن لا يعجبه هذا الكلام فليشرب من البحر خاصة أن كل المشروعات التي نفذها القطاع الخاص تحت إشراف القوات المسلحة ناجحة بنسبة 100% ولا تشوبها أية شائبة.. وهذا هو المطلوب.