أن تكون مجنونا فهذا أمر يمكن قبوله، ولكن إلى حدود، أما أن تكون معترضا من أجل تطبيق القاعدة الشعبية المصرية «خالف تعرف»، فبالتأكيد انت تحتاج إلى علاج نفسى.
والمعترضون يؤمنون بأنه كلما زادت اعتراضاتك زادت قاعدتك الجماهيرية ولكنها ياأخى قاعدة وهمية بالطبع.
وعلى اعتبار أن الانسان كائن اجتماعى بطبعه ولا يستطيع أن يعيش بمفرده، فهو يبحث عن مدخل يحتل به مكانا فى المجموعات حوله.
ومدخلك إلى مجموعة العمل التى تنتمى إليها يحدد مكانك، وارتقاؤك إلى الأمام. والأساتذة المعترضون دائما لا يستطيعون إيجاد هذا المدخل أبدا مهما احتلوا أماكن وهمية فى المنظومة الوظيفية المحيطة بهم، وغالبا هم من يعانى ضعفا فى الشخصية.
ويعانون ايضا اضطرابا سلوكيا، يلقون القمامة فى الطرقات ويريدون مدنا نظيفة. لايعملون ويريدون احتلال مقاعد فى المقدمة. لايقرأون وآراؤهم سطحية إلى درجة التقعر، ويريدون أن يعترف الجميع بفضلهم الثقافى والمعرفى.
يعترضون على أى اجتهاد انسانى يقدمه غيرهم، ولكنهم غير قادرين على تقديم أى شىء مماثل، لأنهم يعانون الضحالة المعرفية.
لا يعترفون أبدا بأن أى مجهود إنسانى جدير بالاحترام والتقدير.
هؤلاء هم المحبطون الذين يملؤهم السواد ويرغبون فى أن يتشح الجميع بسوادهم الحالك. بداخلهم يشعرون بالفشل ويريدون أن يجروا الجميع إلى خانة الـ «ولا حاجة» الذى يحتلونها بجدارة.