الجمهورية
طارق الأدور
الزمالك فاز بدون نحس وعفاريت وأعمال
منذ فترة طويلة وأنا أتناول في هذا المكان أدوات كرة القدم وعناصر التفوق فيها بعيداً عما أصبح يتردد حديثاً من عناصر لا وجود لها في كرة القدم مثل النحس والعفاريت والجن والأعمال وخلافه. وها هو الزمالك يحقق الانتصار علي الأهلي بعد 11 عاماً من آخر فوز في موسم 2007-2006 وآخر فوز في ظروف طبيعية في موسم 2004-2003 باعتبار أن فوز 2007 جاء في غياب 11 لاعباً أساسياً في الأهلي أراحهم مانويل جوزيه في ذلك الوقت بعد حسم الدوري للتركيز علي الكأس وبطولة أفريقيا. فاز الزمالك لأنه تفوق وكسر الحاجز النفسي في مباريات القمة بالإصرار والعزيمة وليس بفك النحس أو الأعمال أو إبطال مفعول العفاريت كما كان المسئولون يصرحون عقب كل هزيمة.
بعيداً عن النقاط الفنية التي منحت الزمالك التفوق في مباراة القمة علي الأهلي المفترض أنه أفضل فنياً في الوقت الحالي هناك عناصر أخري كثيرة أعطت الزمالك الغلبة حتي قبل أن تبدأ المباراة وهي في قاموس كرة القدم الحديثة هامة جداً ولا يمكن تجاهلها. ولكن بالتأكيد لا علاقة لهذه العوامل بالسحر والنحس والعفاريت وغيرها.
أول هذه العوامل هو خلق الدوافع القوية للاعبين قبل المباريات الهامة حتي لو لم تكن تلك المباريات ذات أهمية لتحقيق ألقاب مثلما كانت القمة الأخيرة. وهذه أهم العناصر التي جعلت الإصرار أكبر لدي لاعبي الزمالك منذ الثانية الأولي للمباراة ولن أخفي هنا أن الأهلي وإعلامه كانا أكبر عناصر منح الزمالك هذه الروح القتالية والإصرار علي تحقيق الفوز حتي لو لم تكن الدوافع الحقيقية كبيرة.
قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا 2016 بين الزمالك وصنداونز انتقدت بشدة ما صدر عن رئيس نادي الزمالك بانتقاد حكم المباراة الكيني ديفيز أومويني الذي أدار لقاء الذهاب في بريتوريا. هذا الانتقاد الذي أخرج اللاعبين عن التركيز وكان ضمن أسباب الخسارة الثقيلة 3-0 التي أضاعت اللقب الذي كان بين أنياب الزمالك.
إعلام الأهلي بدأ في الهجوم علي محمد الحنفي قبل المباراة بشكل قاس وغير احترافي فكانت تلك النقطة هي ما استغلها الجهاز الفني للزمالك جيداً بوضع المانشيت الذي يهاجم الحنفي ويصفه بالملاكي. أمام اللاعبين في كل مكان قبل المباراة. بل داخل غرف خلع الملابس وعلي حقائب اللاعبين. هل تدرون ماذا خلقت تلك المانشتات من دوافع؟؟ إنها النقطة التي أشعلت النار داخل قلوب لاعبي الزمالك وجعلتهم يدخلون المباراة بما يشبه الحرب حتي لو كان بالمزيد من الخشونة والعنف.
الزمالك أوصل للاعبين أنها موقعة كرامة عكس الأهلي الذي أوصل للاعبيه أنهم في نزهة سهلة ستنتهي مثلما انتهت كل مباريات الأعوام الأخيرة. هذا هو التحضير للمباريات الذي اهتمت به فرق أوروبا بل وخصصت من أجله أطباء نفسيين لخلق تلك الدوافع.
الضغط الزملكاوي العنيف تسبب في حالة من الارتباك للاعبي الأهلي الذين لم يعتادوا علي هذه الضراوة ضدهم في كل مبارياتهم هذا الموسم فدانت للزمالك السيادة في بداية المباراة حتي تقدم بهدفين في الشوط الأول وقتل المباراة إكلينيكياً.
الزمالك فاز بمباراة ولكن علي لاعبيه أن يدركوا أن الفوز الحقيقي هو تحقيق الألقاب حتي نقول إنها العودة للقلعة البيضاء لصالح الكرة المصرية. وأن الزمالك قد تخلص تماماً من هاجس العفاريت والجن والنحس.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف