الوفد
أكرم عبد الغنى
رمية ثلاثية - المصطبة.. وأزمة «مو»
هل انتهت أزمة محمد صلاح؟ وهل أصبحت الأزمات تنتظر التعليمات لحلها؟ وإلى متى تستمر جلسات المصاطب وقعدة العرب عنوان حل المشكلات؟
أسئلة كالعادة تطرح نفسها بقوة على الساحة الرياضية، والتى تعانى بشدة بفضل لعبة المصالح والأهواء الشخصية، ومبدأ الكبير كبير وفوق الحساب.
أزمة صلاح ليست وليدة الصدفة ولن تكون الأخيرة فقد شهد النادى الأهلى من قبل أزمات عديدة بسبب عقود الرعاية والإعلانات، وفى كل مرة كان الجهل باللوائح عنوان الأزمة والتى كانت أيضا يتم حلها بالعلاقات الخاصة ولعبة المصالح.
وتكرر الأمر من جديد مع صلاح ولكن الفرق هذه المرة هو انتقال الفضيحة من المحلية إلى العالمية ومزيد من تشويه الصورة، وكأننا نسعد بأن نقول للعالم نحن لا نفهم فى اللوائح والأنظمة ولعبتنا هى جلسات المصاطب عنوان العمل لدينا.
لقد تحدثنا كثيراً عن قانون الرياضة الذى كان من المفترض أن يكون خط الدفاع الأول الذى نعتمد عليه فى تنظيم العمل الداخلى بما يتماشى مع اللوائح الدولية ولغة الاحتراف الحقيقية التى أصبحت منهاجاً أساسياً فى العمل إلا فى مصر والأدلة عديدة وآخرها أزمات تجاهل حل الاتحادات ولجوء بعض أصحاب المظالم للمحكمة الرياضية الدولية.
ونعود إلى أزمة صلاح ويكون السؤال الأساسى: لماذا تأخرت الجبلاية عن حل الأزمة؟ ولماذا السكوت عن انتشار العديد والعديد من الشائعات ومنها أن الاتحاد طالب اللاعب بتسديد الغرامات؟ هل فقد اتحاد الكرة توازنه؟ أم أن الأزمة كانت أكبر من إمكانيات مجلسه وموظفيه؟
الإجابات لا تحتاج إلى لجان للرد والتحليل، الأمر وأضح وضوح الشمس وأولاها غياب الاحترافية عن إدارة الاتحاد والتى من المفترض أن تكون إدارة محترفة لديها إلمام تام باللوائح الدولية وحقوق الرعاة وخلافه، ولكن كيف يتحقق ذلك والتعيينات تتم بالوساطة وعلى طريقة الإدارة المحلية بعض أصحاب المعاشات يتم إسناد الأمر لهم رغم أن علاقتهم بالكرة لا تتعدى المشاهدة للمباريات وكل ما يربطهم باللعبة هو المصالح مع بعض المسئولين.
ما حدث من جانب وزير الرياضة وتدخله متأخراً كثيراً بعد تعليمات صارمة، ثم خروج أعضاء الجبلاية من المغارة، بمثابة دليل إدانة جديد لهم وتأكيد على ضعف موقفهم، ألم يكن اتحاد الكرة يعلم أن هناك عقداً بين اللاعب وإحدى شركات الاتصال قبل أن يضع صورة اللاعب مع شركة منافسة للشركة الراعية للاعب؟، ألا يعلم جهابذة الجبلاية أن هناك فرقاً بين الرعاية الجماعية والفردية؟
الفهلوة هى المتهم الأساسى فى كل الأزمات، وللأسف لن تجد من يتصدى لها لأنه وببساطة تم حل أزمة صلاح بتعليمات مع استمرار الأخطاء والفهلوة والقانون المشروخ وسوف تستمر الأزمات وقد لا يجد بعضها حلاً وتضيع الحقوق خاصة إذا كان صاحب الحق ليس له صوت قوى أو ملايين الجماهير تدافع عنه.. وهذا ما حدث مع أزمة صلاح وانتفاضة محبيه بالملايين يدافعون عن اللاعب ويهاجمون الدولة بالكامل والتى تركت اللاعب يواجه منفرداً جيشاً من أصحاب المصالح، نعم سوف تستمر الفهلوة، وسوف يستمر الكبير كبير، لا قانون ولا لوائح كله على المصطبة والدفاتر دفاترنا واللى مش عجبه يضرب رأسه فى الحيطة، حتى المحاكم حرموا أصحاب الحقوق من اللجوء إليها ثم شكلوا لجنة فض المنازعات لا حول ولا قوة لها، قرارات لا تجد من ينفذها عامدين متعمدين.. وسلملى على المصطبة.
أكرم عبدالغني
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف