الوفد
عصام العبيدى
الحكومة.. والاستهانة بالأرصاد الجوية!
قبل أربعين عاماً مضت.. كانت هيئة الأرصاد الجوية وتنبوءاتها.. الموضوع الرئيسى لرسامى الكاريكاتير فى مصر.. حتى أننا كنا نعتقد أن عملهم.. إنما هو نوع من التنجيم وضرب الودع، ونقول كذب المنجمون ولو صدقوا!
فلم نكن أبداً نصدق تنبوءاتهم، والحقيقة كان للموضوع ظل من الواقع!
فكم من مرة قالوا إن الدنيا ستمطر غدًا فنفاجأ بأن الجو أصبح صحواً، والشمس ساطعة، والسماء صافية!
وكم من مرة حذرونا من موجات صقيع فنرتدى الملابس الثقيلة، ثم نفاجأ بأن الجو دافئ وﻻ شيء فيه لتنبوءات الأرصاد.
فكان ذلك كله يضرب مصداقية هيئة الأرصاد الجوية وخبرائها فى مقتل، ومن هنا كانوا دائمًا الوجبة الرئيسية لرسامى الكاريكاتير فى مصر!
كان ذلك هو الحال قبل أربعين أو خمسين عامًا مضت..
لكن اليوم وبعد أن قامت الهيئة بتحديث أدواتها وتجديد معداتها أصبحت لها مصداقية عالية عند جميع المصريين.. بعد أن أصبحنا نرى دقة تنبوءاتهم باليوم والساعة فى كثير من الأحيان.. بل أصبح حتى عوام الناس يتابعون أخبار الطقس من هيئة الأرصاد الجوية قبل مغادرتهم ديارهم والنزول للشارع.. وطبعًا كل هذه الثقة تم بناؤها.. بعد أن رأينا صدق التنبوءات.. ودقة التوقعات التى تصدرها الهيئة العامة للأرصاد هذا على مستوى المواطن العادى.
أما الجهة الوحيدة فى مصر.. التى تتعامل بخفة وعدم جدية مع تنبوءات الأرصاد الجوية فهى للأسف الشديد الحكومة المصرية!
فكم من مرة أصدرت هيئة الأرصاد الجوية وحذرت من سيول وأمطار غزيرة فلم تعبء الحكومة لتنبوءاتها.. ولم تأخذ تحذيراتها موضع الجد.. حتى تقع الكارثة فنغرق فى شبر ميه!
حدث ذلك فى كارثة غرق الإسكندرية.. قبل أكثر من عام مضى.. واليوم تكرر نفس الأمر بحذافيره فى التجمع الخامس.. والله أعلم متى وأين ستقع الكارثة القادمة؟
لكن الشيء المؤكد.. أننا سنخسر ملايين الجنيهات فى كل مرة.. والأهم من ذلك كم الأنفس والأرواح التى سنفقدها.. من جراء هذا الإهمال الحكومى الذى يرقى لدرجة الإجرام فى حق الشعب!
من هنا كنت أكثر مواطن فى مصر.. سعادة بتحويل المسئولين عن كارثة التجمع الخامس للنيابة العامة.. حتى نحاسب كل مخطئ على خطئه.. وكل مجرم على جريمته!
حتى نضمن مرافق جيدة فى بلادنا.. وطرق محترمة.. حسب المواصفات والمقاييس الدولية.. فحياة المواطن غالية.. وحقوقه ينبغى أن تكون مصانة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف