الأهرام
عادل صبرى
فضيحة أطباء للبيع !
أفتح التلفزيون لتجد قنوات كثيرة يمتد ارسالها لساعات طويلة تحولت من تقديم مواد تثقيفية أو ترفيهية الي قنوات طبية بحتة، فهناك قنوات متخصصة في التخسيس ، ليس عن طريق تقديم نصائح لتقليل وزنك، ولكن عن طريق منتجات سواء أقراص أو عبوات للشرب
ويتم استضافة أشخاص كثيرين للحديث عن تجربتهم قبل وبعد تناول القرص ، ويتم عرض ملابسه الواسعة جدا والتي لم تعد تناسبه بعد أن أصبح أو أصبحت رفيعة هانم.

نفس الشأن في مستحضرات التجميل فلم يعد الإعلان عنها كما كان قديما بأن تحضر المنتج وتقدم فوائده في لحظات معدودة، الأمر أختلف تماما فأنت تستضيف طبيب تجميل وفتاة بشرتها أو شعرها لا يحتاج لأي عقاقير طبية ثم تبدأ في وضع هذه المستحضرات علي وجهها أو شعرها أو قدميها لتري بنفسك حجم التغيير مع تأكيدات من الطبيب الضيف بأهمية هذا المستحضر ومحاولة اقناعك أن هذه الفتاة تحولت الي ملكة جمال بعد أستخدام المستحضر المعجزة.

ولسوء حظك لو جلست مع أسرتك لتفاجئ باعلانات المستحضرات الجنسية فتعرض منتاجاتها بطريقة مبتذلة وغير لائقة معتمدة علي سيدة غاضبة أو رجل مكسور الجناح وينظر الي الأرض ثم يحدث التحول الرهيب فتجد السيدة تكاد تقبل أقدام زوجها والذي تحول فجأة لرجل " ملو هدومه" بعد استخدام الحبة السحرية.

قنوات فضائية تمتد ساعات ارسالها ولفترات طويلة معتمدة علي مذيع يستضيف الطبيب ليجلسوا بالساعات محاولين اقناعك بهذا العقار الذي سيحول حالك الي أحسن حال.

والأغرب أن هذه القنوات أصبحت بوقا للدعاية لأطباء بعينهم فلا يوجد مانع أن يستضيف المذيع الطبيب ليتحدث عن صولاته وجولاته وعبقريته في جعل سيدة لم تحمل طوال عمرها أن يجعلها حاملا وفي تؤام، وقد ينتقل المذيع لغرفة العمليات ليقوم بتصوير العملية، ليتحدث بعدها الطبيب المرموق عن خبرته وعبقريته أثناء اجراء عملية، والعيب كل العيب أن أغلبها عمليات نساء وولادة، ومفيش مانع أن يستضيف المريضة بعد اجراء العملية لتؤكد أن هذا الطبيب لا مثيل له وتنصح كل اخواتها المرضي بالذهاب له واجراء العملية سواء كانت في حاجة لها أم لا.

القنوات كثيرة وتعرض كل ذلك بصفة يومية ولساعات طويلة، ويمكن أن تتخللها بعض الأفلام القديمة أو الحديثة لزوم راحة المريض، فهل ما يحدث في هذه القنوات جريمة لا يحاسب عليها القانون، وهل حياة المرضي الذين يلهثون وراء أي خبر يحمل فرصة للشفاء لا يستحقون الحماية ، أيها المسئولون شفاكم الله وعافانا.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف