الأهرام
شريف عابدين
الزمالك وصلاح..والتجمع!
ليس هذا بمقال رياضي، وليس الربط ببعيد بين عناصر العنوان الثلاثة، فعنصر العنوان الأولان يجسدان معنى التحدى والمثابرة والإصرار على إثبات الذات، أما العنصر الأخير وأقصد به منطقة التجمع الخامس فهو تجسيد حى لآفة الفساد حين تمسك بتلابيب بشر لا يتنفسون الحياة إلا بها ومعها! محمد صلاح لاعبنا الكبير ينفرد الآن بلقب الرمز لمعظم أبناء الوطن، إنسان نستغربه فى دنيتنا، لم نعد نتصور وجود أمثاله فى حياة أصبح فيها الخير استثناء.هو بلا شك أيقونة جامعة لقيم الكفاح والتواضع والشرف والنقاء والانضباط والاستقامة والوطنية بدرجة لاعب كرة، ولا تسأل بعد ذلك كيف توغل الرجل إلى عقول وقلوب أطفال العالم الذين يتغنون بمعشوقهم (مو) رغم أنه ليس بمطرب أطفال ولا ممثل كوميدي؟

لكن ما علاقة نادى الزمالك وانكساراته بملك القلوب صلاح؟ ما حدث بين يومى الثلاثاء (يوم هطول الأمطار) والخميس ( يوم مباراة القمة ) هو أهم 72 ساعة يمكن أن يأخذ منها المصريون العظة والأمل، فبينما كان صلاح يصول ويجول ويسجل الأهداف ويصنع لغيره الفرص أمام فريقه الإيطالى السابق تسانده عدالة السماء، تبعث البركة فى تحركاته جزاء للخير والإحسان الذى يقدمه لأهل بلدته النائية ووطنه الكبير، كانت السماء فى نفس التوقيت كاشفة لستر فساد قبع وسكن جهازنا المحلي، فغرقت أحدث مدننا وأغناها، ولتكشف أمطار ساعة زمن سوءة فاسدين استمرأوا الباطل، فكان الثلاثاء جامعا لمشهدين تراجيديين يجسدان الحلال والحرام.

ولم يكن لاعبو الزمالك ببعيدين عن المشهد، فصلاح كان الملهم لهم حين قرروا استعادة روح الانتصارات التى غابت طويلا، فأكثر الزملكاوية تفاؤلا توقعوا تعادل فريقهم مع الأهلي، وكنت من المتشائمين ممن توقعوا هزيمة منكرة. تعلم لاعبو الزمالك (لعل ظنى يكون صائبا) من صلاح كيف يطردون الطاقة السلبية، وأن يتجاوزوا واقعا محبطا هم أحد أسبابه، فساندتهم السماء فى مباراة العمر حين ارتدى معظمهم عباءة التحدى والطموح والإصرار، وهى عباءة تسع كل من امتلك إرادة صلاح.

ليس عيبا أن نتعلم جميعا من صلاح، فقد جمع بين النجاح وحب الناس والمال وهى أهم 3 غايات نبتغيها من دنيانا، فماذا يريد بعد المجادلون فى (هستيريا حب صلاح)؟.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف