بعيدا عن خبايا الأهداف وخفايا النوايا بشأن التطورات الدراماتيكية المتلاحقة على امتداد ساحة الشرق الأوسط واتساع مساحة التصادم بين مصالح القوى الكبرى الطامعة فى السيطرة على ثروات المنطقة فإن مصر تسعى بكل الجد والصدق لتجنيب نفسها مخاطر الانزلاق فى أتون النار المشتعلة من حولها بمنهج علمى يقوم على البحث الدقيق والدراسة المتأنية من أجل استخلاص الدروس واستيعاب العبر!
ويخطيء من يظن أن مصر تعتمد سياسة النأى بالنفس عما يجرى حولها لأن ذلك نوع من الترف السياسى والاستراتيجى الذى لا تقدر عليه مصر بحكم مكانها ومكانتها ودورها القومى والإقليمي.. وإنما مصر حسب اعتقادى تتحرك بفاعلية تجاه جميع الأزمات بدبلوماسية هادئة غير صاخبة متسلحة فى ذلك بأقصى درجات الحلم والصبر.
وعلى عكس ما يردد الكارهون لمصر من أنها على سبيل المثال تتخذ سياسة لينة تجاه أزمة سد النهضة فإن مصر فى موقف يسمح لها بأن ترى أكثر من غيرها حجم وعمق الأخطار المباشرة وغير المباشرة إذا استمر استحكام الأزمة وساعتها سوف تتحمل مصر مسئوليتها للحيلولة دون وقوع كارثة كدولة قوية واثقة من نفسها قدمت الدليل تلو الدليل على أن الحكمة كانت منهجها لأقصى درجة ممكنة وأن العقل هو الذى يحكم توجهاتها وتصرفاتها!
ومعنى ذلك أن مصر تتعامل مع كل قضايا المنطقة بما فيها القضايا ذات الارتباط المباشر بالمصالح المصرية بسياسة واضحة ومعلنة خالية من نزعات التصعيد والتحريض وصب الزيت على النيران المشتعلة هنا أوهناك فالسلام بالنسبة لمصر هدف استراتيجى يستوجب طول البال ومد حبال الصبر لأقصى درجة ممكنة ولكن دون أن يجيء ذلك على حساب قوة الاستمساك بالحقوق المشروعة لمصر ولأشقائها العرب.
وإذن لم يكن هناك نأى بالنفس عن قضايا المنطقة ولن يكون.. وأيضا لم تكن هناك ليونة أو تراخ تجاه أزمة سد النهضة ولن يكون.. والغد القريب قد يكشف الكثير من المفاجآت!
خير الكلام:
<< المستحيل كلمة يتوارى خلفها العاجزون!