الجمهورية
مصطفى عبد الغفار
الزيادة السكانية.. والنمو الاقتصادي
أعتقد أن الزيادة السكانية في مصر تحتاج إلي إعادة نظر من الحكومة فقد أصبحنا 104 ملايين أي أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان فتعداد العرب 423 مليون نسمة أي أن المصريين ربع العرب وأصبحنا ثاني دولة إفريقية بعد نيجيريا التي يبلغ عدد سكانها 178 مليون نسمة.. والقاهرة الأولي عربياً والثانية إفريقيا بعدد سكان بلغ 20 مليون نسمة وهذه الأرقام لها آثار سلبية جداً علي النمو الاقتصادي.
قد تكون هذه الزيادة السكانية ميزة لمصر وليس عيباً في حالة ما إذا كانت هذه الأرقام يداً عاملة لصالح النمو الإقتصادي المصري.. عندما زار أحد الرؤساء الصين في السبعينيات من القرن الماضي قال الرئيس الصيني إن بلده به 40 مليون مواطن أي 40 مليون فم يجب إطعامهم فكان رد الرئيس الصيني لماذا لا تقول إنك لديك 80 مليون يد عاملة هذا هو الفارق بين دولة وأخري خاصة دول العالم ذات الكثافة السكانية العالية كالصين والهند وماليزيا وغيرها أن هذه الدول لديها مواطنون حريصون علي العمل ولذا فقد حققت تنمية صناعية واقتصادية كبيرة بسبب توافر اليد العاملة الرخيصة والمدربة مما ساهم في تحقيق إنجازات هذه الدول علي المستوي العالمي أي أن الزيادة السكانية كانت أهم ميزة لهذه الدول.
ولكن في مصر الحال بالعكس الزيادة السكانية مع غياب الوعي هي نقمة وليست نعمة فالكثير ليس لديه الرغبة في العمل بل يفضل الجلوس علي القهوة علي القيام بأي عمل يحقق من خلاله دخلاً.
رغبة بعض المصريين في العمل أمر غريب وغير مفهوم فالمصري يقوم بأي عمل في الخارج وبمنتهي النشاط والحيوية ولكن داخل مصر يختلف.
الأسباب غير واضحة لقد أعجبني كثيراً المقولة التي تقول: "إن ما لدينا في مصر ليست مشكلة بطالة إنما لدينا البعض ليس لديهم الرغبة في العمل" ولو اتجهوا للعمل والإنتاج لتغيَّر الحال.
والدليل علي ذلك هم السوريون اللاجئون لمصر من الحرب يعملون وليس لديهم مشاكل في إيجاد فرص العمل.
لا أدري ما هو الحل؟ وهل الحكومة لديها سياسة واضحة في هذا الصدد ولا تفكر إلا في أمر واحد وهو توفير احتياجات 104 ملايين نسمة بدون وضع برنامج لتحديد النسل.
لا أتجنَّي علي أحد ولكن طالما لدينا شباب لا يرغب في العمل إلا في الحكومة فقط ولا يريد أن يترك المقاهي ويمر العمر بدون فائدة.. وطالما لدينا عقول متجمدة ترغب في أن يكون لديها نصف دستة عيال وليس لديهم القدرة علي تعليمهم أو رعايتهم إنما فقط يرمونهم في البحر من أجل حلم الثراء في الخارج.. وطالما لدينا نظرة سيئة لكل من يقوم بعمل أدني منَّا ونحتقر الشخص بسبب عمله.. فالمهمة صعبة وقد تكون مستحيلة لتحويل هذه الزيادة من نقمة إلي نعمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف