الأهرام
أيمن المهدى
مهزلة «مذيعة»
مساء الإثنين الماضى، بينما أتجول بين القنوات الفضائية، هالنى مشهد غريب عجيب، رأيت طفلا، راكعا على الأرض، وفوق رأسه شخص يمسك «بشنيور» ويحاول أن ينفذ به فى جسد الطفل، ثم كرر ما يفعل، لكن هذه المرة فى رأسه؟!. حاول هذا الشخص- هكذا عينى عينك أمام الكاميرا- أن يؤدى عرضا آخر أكثر سخونة، فاستل سيفا أو كما قال «سنجة» وأراد أن يضغط به على رقبة الطفل المسكين، وفجأة سمعت صرخة زوجتى «دااااعش»، فقلت لها لا «ده» برنامج!.

الحمد لله تدخلت «الست» المذيعة، رافضة هذا المشهد الفظيع - وكأنها فوجئت به، أو كأنها سجلت مع ضيوفها بالصدفة!!- مشفقة على قلوبنا من مثل هذه المهزلة أو بالأحرى الجرائم، التى تذيعها علينا كألعاب مسلية فى أيام نحسات.. ألا يكفى العواصف والسيول؟!. والسؤال إلى السيدة ريهام سعيد مذيعة البرنامج، وإلى القناة أيضا التى تبث هذه الجريمة، ما هى الفائدة التى تعود على المواطنين من مشاهدة هذه البرامج، ما هو المقصود بالضبط؟!. لن نقبل أن يقول أحد «فيه حاجة اسمها، ريموت كنترول واللى مش عاجبه يحول إلى قناة أخري».. لأن أحد بطلى المشهد هو طفل لا يتعدى عمره 10 سنوات، والشخص الآخر هو أبوه؟! فكيف إذا ما شاهد طفل آخر ذلك؟ أليس من الوارد أن يقلد ما شاهده فى طفل ثالث؟!. ثم إذا كان الأب رضى أن يفعل ذلك، فما ذنب الناس أن يتعلموا قسوة القلب والعنف وعدم الإنسانية؟. والسؤال موجه إلى المجلس الأعلى للإعلام ما هو دوركم؟.. وهل ممارسة العنف مسموح على شاشات التليفزيون؟!.. وماذا عن ممارسته مع الأطفال؟!. سؤال مخصوص آخر «للست» المذيعة، إنت «بتعملى فى المصريين كده ليه؟!».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف