الأخبار
سعيد الخولى
أقدار وأقدار
كلمة والسلام
تعجب صاحبي وهو يطالع مقالي حول سوء التعامل المجتمعي والحكومي مع كبار السن وقد خلا من الإشارة إلي أن أعضاء الحكومة وكبار القوم، هم جميعا ـ إلا نادرا ـ كبار في السن متنعمون بأبهة الكراسي يحملون أوزارها شكلا ويقطفون حلو ثمارها في الموضوع ؛علي رأي أهل المحاكم..وأنهم رغم ذلك أكثر إهمالا لكبار السن.
وقال إن أهل بلدنا وكأنهم أسقطوا من أعمارهم مرحلة الوسط يقفز بهم العمر فجأة من مرحلة الشباب إلي كهولة يبدأها المصري مع توديع أوائل عشرينياته العمرية، فتطالع الوجوه الواجمة في الشارع وفي الأوتوبيسات وأماكن العمل وفي مترو الأنفاق لتجدها قد اجتمعت علي روح الكهولة والعجز مهما تفاوتت الأعمار الحقيقية بينهم.
الفئات المستثناة من ذلك هم نجوم كراسي السلطة بالحكومة وما فوقها وأصحاب القرار هنا وهناك ونجوم الفن وإن صرخت وجوههم وشعورهم ضيقا من الشد والنفخ والصبغ،وكل من يجدد أولو الأمر عهدهم مع الحياة ويأتون بهم من غياهب نسيان طويل ليركبوا فوق أنفاس شباب شاب منتظرا فرصة يستحقها في الحياة..وسألني: ماسر هؤلاء وشبابهم الدائم بينما ينسي الآخرون شيئا اسمه الابتسامة؟
قلت له: ياصديقي المتعجب لا شئ يدعو للتعجب؛ فالعجوز حين يمتلك الحافز المتجدد ماديا ومعنويا وأبهة من الطبيعي أن يعرف طريق التألق والتأنق المستمر ولو كانت أمراض الدنيا تسكنه..أما الشاب المثقل بالمعاناة والقلق والتفكيرفي جنيهات تستر جسده وتسد جوعه وتلبي نداء بشريته بما أحل الله وهو في سبيل ذلك يشرب المر ويقع تحت تحكم من لايحس به فكيف لايشيب في عز عطائه مهما امتلك من صحة تهدها أمراض نفسه..


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف