الأخبار
شريف رياض
شالوا ألدو.. جابوا شاهين
فوق الشوك
في الستينيات انتشر مونولوج لثلاثي أضواء المسرح يقول مطلعه »شالوا ألدوا.. جابوا شاهين»‬.. كلاهما كان حارسا لمرمي نادي الزمالك.. ورغم أن المونولوج يتحدث عن رفض ألدو الاستغناء عنه إلا أنه استخدم بعد ذلك في التعبير عن أن تغيير المسئول ليس هو الحل!
تذكرت هذا المونولوج وأنا أري فضيحة السيول التي اجتاحت التجمع الخامس منذ أيام وحولت شوارعه إلي أنهار تختصر في إقالة رئيس جهاز المدينة الذي لم يمض علي تعيينه سوي شهور قليلة وتعيين رئيس جديد وفتح تحقيقات بمعرفة النيابة العامة لتحديد أوجه القصور التي أدت إلي تفاقم الأزمة بالصورة التي تابعناها.. نأمل أن تسفر التحقيقات عن علاج سريع للأخطاء التي حدثت وأدت إلي انقطاع الكهرباء وتعطل طلمبات محطات الصرف وانسداد المواسير في بعض المناطق لكن يبقي الخطأ الأهم دون علاج وهو أن نظام الصرف الصحي المطبق في التجمع الخامس وغيره من المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة يعتمد علي ماسورة واحدة للصرف يتم من خلالها تصريف مياه الصرف الصحي والأمطار في آن واحد وهذا نظام لا وجود له في الدول المتقدمة التي لا تخطو خطوة واحدة إلا بحساب ولا تنفذ أي مشروع عمراني إلا وتوفر لسكانه كل احتياجاتهم من كهرباء ومياه ونظام للصرف يقوم علي خطين.. خط لتصريف مياه الصرف الصحي وخط لتصريف مياه الأمطار ولهذا مهما تساقطت الأمطار في الدول الأوروبية أو غيرها حتي لو وصلت إلي حد السيول فإن بالوعات تصريف الأمطار تتخلص منها في لحظات وتبقي الشوارع آمنة نظيفة.
إذا كانت ظروف مصر الاقتصادية لم تسمح من قبل بأن يقوم نظام الصرف فيها علي خطين أحدهما للمجاري والآخر للأمطار فكيف لم يفكر أحد في استحداث هذا النظام في المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة التي تجاوز سعر متر المباني فيها ٢٠ ألف جنيه.. كيف تباع الوحدات السكنية بالملايين ثم يتعرض أصحابها إلي مهزلة بالصورة التي حدثت ؟
هذا هو مربط الفرس.. كيف نفكر ونخطط للمستقبل وكيف نتفادي في المدن الجديدة الأخطاء التي عانينا منها لسنوات طوال ؟
.. وزعلوا صلاح
لماذا تأخر اتحاد الكرة وماطل في حل الأزمة التي نشبت مع نجم مصر محمد صلاح حول حقوق الرعاية الإعلانية حتي اضطر الرئيس السيسي للتدخل موجها بانهاء الأزمة فورا بعدما اساءت إلي صورة مصر في الخارج ؟
لميس الحديدي تناولت القضية في برنامجها »‬هنا العاصمة»، يوم الاثنين الماضي وعبثا حاولت أن تعرف من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة وثروت سويلم المدير التنفيذي لاتحاد الكرة الاجراءات التي تم الاتفاق عليها لانهاء الأزمة طبقا لتوجيهات الرئيس لكنهما اكتفيا بالقول إن الأزمة في طريقها للحل دون الإفصاح عن أية تفاصيل ولم يجيبا عن أهم اسئلتها عما اذا كان سيتم رفع صورة محمد صلاح من علي الطائرة التي ستقل منتخبنا الوطني إلي موسكو أو اللافتات الاعلانية علي محور ٢٦ يوليو والطرق الرئيسية ؟
المهندس خالد عبدالعزيز قال كلاما طيبا جداً عن محمد صلاح وكيف أنه باستطاعته أن ينقل الكرة المصرية إلي موقع آخر في العالم مؤكداً أنه لا يمكن لمصر أن تسبب لمحمد صلاح أي ضرر لكنه لم يجب عن السؤال الأهم الذي طرحته لميس عن الاجراءات التي تم الاتفاق عليها لانهاء الأزمة.. وهو ما أعطي انطباعا للمشاهدين أن اتحاد الكرة ربما يحاول التهرب من انهاء الأزمة بالصورة المتوقعة.
في مثل هذه الأمور التي تشغل الرأي العام خاصة بعدما تناولت الصحف العالمية الأزمة بشكل يسئ إلي مصر لابد أن تكون اجابات المسئولين واضحة ومحددة.. الخطأ الذي ارتكبه اتحاد الكرة باستخدام صورة محمد صلاح دعائيا دون تصريح وبما يخالف تعاقداته الخارجية لابد من الاعتراف به والغاء كل ما تم اتخاذه من قبل اتحاد الكرة في هذا الشأن ورفع صورته من علي الطائرة والاعلانات.. إلخ.. لكن قول الوزير إن الأزمة سببها اختلاف في تفسير نصوص في التعاقدات فيه محاولة لعدم الاعتراف صراحة بخطأ اتحاد الكرة.
مازالت شجاعة الاعتراف بالخطأ وسرعة تصحيحه تنقصنا في مجالات كثيرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف