أعلم أن ما أحاول تأسيسه سياسيا بارتكاني إلي يقين معتقدي الشخصي.. هو أمر غير يسير .. خاصة إن كان من خلال مقالات صحفية أو حلقات إعلامية مسموعة ومرئية حتي لو كان بحديث متصل نهارا وليلا بمقدار عمري كله مضافا إليه أعمار البشر جميعا.. فما أوتينا جميعا من العلم إلا قليلا.. فإن أضفنا إلي ذلك خيانة نسياننا الواقعية بكل أسبابها الذاتية .. ثم تذكرنا قول الحق الذي يقول.. ¢ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم¢.. "27/لقمان".. وكذا قوله .. ¢قل لو كان البحر مدادا لكمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا¢.. "109/الكهف".. ثم قوله.. ¢قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا¢.. "104/الكهف".. لأدركنا أننا في حاجة ماسة إلي محاولة إستبيان ما بين أيدينا من رسالة الله لنا.. حتي لا يضل سعينا المعتقدي الحاكم لسياستنا ونحن نحتسب أننا نحسن صنعا .. كما أحتسبنا ذلك كثيرا في بعض ماضينا السياسي.. ومازال يتسرب بعض ذاك الاحتساب إلي حاضرنا السياسي الآن والذي لا يجب تسربه حتي يكتمل بفضل الله بناءنا باستقراره وقوة نماؤه وردعها لبغي العداء وخيانة النسيان لإحقاق الحق..
تأكيدا للأسطر السابقة..وتمسكي بحتمية الارتكان في أحاديثي سواء بالمحاضرات والندوات أو الإعلام بأشكاله الثلاثة إلي حق وسطية واعتدال يقيننا المعتقدي.. فقد كان ذلك منهجي في كل أعمالي الوطنية منذ عام 1981.. ثم الوطنية سياسيا منذ عام 1992 التي أتسمت بمقاومة كل ما كان يمس الأمن القومي بالجرح أو التهديد.. وكم سعدت كثيرا حينما وجه الرئيس السيسي بالاهتمام بالخطاب الديني .. ولا ننسي أنني دائما ما أذكر بأنني سأحاول التفصيل.. ¢باختصار علمي بحثي شديد¢.. إذن.. أنا أحاول فقط التذكير والتمسك بأهم الأسس العقائدية التي دون التمسك بها.. ¢تضل سياستنا¢.. بجنوحها إلي الترجيح الذاتي.. والتغاضي عن ما بها من خلط وغلط.. وهذا يهدد حق الأصول ويجعل السياسة فروعا ذات بعض الثمار المؤقتة.. ¢والمهددة بعدم الاستدامة¢.. وعلينا ألا نغفل عن سمات الشعوب .. حتي تظل شجرتنا ثابتة الأصل وفرعها في السماء وثمار أكلها مستديم بإذن الله.. ولذا.. أرجو وأتمني من القاريء العزيز تناول ما لا يتسم بعدم اليسر فيما أكتبه بشيء من التركيز والصبر.. وله مني عظيم التقدير..
سادسا.. بهذا البند التكميلي لما سبقه بالمقالة السابقة .. نخلص إلي أن ترتيل رسالة الله سبحانه وتعالي الواحدة قد اكتملت بإحاطتها لاكتمال ما بات يحيط بالأرض والناس من أغيار إلي يوم القيامة.. وأن ذاك الاكتمال التكاملي الكلي بات كتابا مجيدا مفصلا إيمانيا عقائديا .. وإسلاميا سياسيا.. ¢وهو القرآن¢.. كتابا هو الدستور الإلهي والفرقان المبين.. كتابا قال الله عز وجل عما به من معتقد وسياسة.. ¢اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم¢.. "3/المائدة".. وحينئذ.. وأمام الاكتمال العقائدي الديني.. وإسلامية ذاك الدين الذي ارتضاه الله لنا جميعا أي للناس جميعا.. وتمام نعمة الله.. ثم أمام عدم محاسبة المضطر سليم النية والقصد إذا أخطأ.. فلي رؤية خاصة أيضا - والرؤية الحق لله - وهي رؤية سياسية بذات إرتكانها المعتقدي تجيب علي بعض التساؤلات الآتية بعد..
1- الدين.. هو قوامه صلة .. فحوي محتواها دينا يدين به الإنسان لدائنه.. ولذا.. علي كل إنسان منا أن يفكر سياسيا في سؤال هو.. ¢من الدائن الذي أنا له مدين¢.. وبأي فضل ونعمة أنا له مدين.. وما هي طلبات ذاك الدائن مني.. وبأي سبيل أسدد ما علي من مديونية وماذا لو كان ذاك الدائن غني ولا يريد مما أعطاني شيئا سوي أن أنفع نفسي.. وأسد جميع احتياجاتي المادية والمعنوية .. ثم أنفع الناس بقدر استطاعتي أخذا بسنته معي ثم.. ¢أذكره بذلك¢.. أي أجعله.. ¢المسلمة القياسية¢.. فيما بيني وبين نفسي.. وفيما بيني وبينه.. وفيما بيني وبين خلقه أجمعين ومنهم الناس.. وماذا لو كان الدائن قد وعدني بأنه سيخلف علي من عطائه أضعاف ما سأنفقه من طاقات نافعة علي الناس وخلقه ونفسي.. فهل يوجد دين ودائن أفضل من ذلك سياسيا..؟
2- كيف أتعامل مع أهل الأرتال وبين يدي اكتمالها وتمام نعمتها..؟؟.. باحترام وتقدير كل رتل وأهله.. ثم طرح رؤي الاكتمال فقط دون الحكم علي من يطيع أو يرفض من أهل الأرتال.. ثم التماس العذر لمن يرفض وقد أطمأن بما أتاه في رتله الكتابي .. وتلك سياسة السلام والتسليم والإسلام لله.. والحكم لله..
3- ولكن كيف سيحاسب الله الناس وقد تباينت الأرتال بمقياس اكتمال الرسالة.. "القرآن"..؟؟.. رؤيتي الفكرية السياسية في ذلك - والرؤية والعلم والحكم الحق لله وحده - هي بمقياسين وفضل منه .. المقياس العام هو قوله تعالي.. ¢وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي ¢شهدنا¢ أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك أباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون¢.. "173/الأعراف".. أما المقياس الخاص فهو.. أن يحاسب كل إنسان بما أنزل عليه من هدي ونور رتل.. أما فضل الزيادة من الله فهو.. من تزود بنور هدي ما بعده من رتل .. ¢فله أجران¢..
4- أنا لا أحكم ولا أفتي .. ولكنني أريد سياسيا عمليا أن أشير إلي مقياس إنفاق الطاقات سياسيا هو.. ¢النفع العام المؤلف لقلوب الناس دون أي هجر أو إعراض عن حق النفع الخاص¢.. وأن مقياس النفع يكون قياسه بما رتل وأكمل وأتم الله من رسالة .. وبما شاء من سياسة استخلاف عبودي ابتلائي اختياري..
ونكمل إن شاء الله
ملاحظة هامة
بالسياسة يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.. ويخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون .. نعم فداء مكر وخداع السياسة الإنسانية هو.. غي هوي ذاتية الإنسان..