تقوي الله
بني الإسلام علي خمس دعائم كما قال الرسول صلي الله عليه وسلم، شهادة أن لا إله رلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.. وهذا الحديث الشريف يرشدنا إلي حقيقة الإسلام وأصوله التي لا يتم إلا بها وهي تشتمل علي جميع أنواع العبادات من قول وفعل.. فأما الشهادة المراد بها شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فالمراد بها النطق بها والتصديق القلبي بها والعمل بها وأن سيدنا محمد رسول الله أرسله الله للناس كافة بشيرا ونذيرا وختم به الله الأنبياء والمرسلين.. وأما إقام الصلاة وصلاة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء وما زاد علي هذه الفروض في النوافل زاد أجره وثوابه والصلاة هي عماد الدين وصلة بين العبد وربه مع الدوام عليها وعدم الانقطاع عنها.. أما إيتاء الزكاة فهي إعطاء مال لمستحقيه وقد شرعت لسد حاجة المحتاجين وتكافلا بين المسلمين وتطهيرا للمال من أية شبهة وتطهيرا للغني من البخل وتطهيرا للفقير من الحقد علي الغني. أما الحج فهو قصد مكة المكرمة لأداء المناسك التي شرعها الله من إحرام وطواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة والوقوف بعرفات وهي واجب علي المستطيع بدنيا وماليا مرة واحدة في العمر. ثم أخيرا صوم شهر رمضان وفيه تزكية للنفس وتربية للإرادة ووصول إلي تقوي الله تعالي، وقال الله »يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون« وهناك روايات في الحديث الشريف أخري فيها تقديم الصوم علي الحج، ومن ظاهر الحديث أن الإنسان لا يكون مسلما إذا ترك ركنا من هذه الأركان، وأجماع العلماء منعقد علي أن العبد لا يخرج من الإسلام بترك ذلك بل يكون عاصيا إلا إذا تركها جاحدا لها.. ولكن هذه الأركان كما استعرضناها نجدها أركان لو مارسها الإنسان بصدق سيجدها بسيطة تعطي الإنسان الكثير من الراحة والطمأنينة وخاصة أنها خمسة أركان تفتح الأبواب نحو الجنة.