الأخبار
عيسى مرشد
إسراف
كلمة
يهل علينا خلال أيام معدودات شهر رمضان المعظم وبهذه المناسبة أذكر نفسي وأبناء الشعب المصري بقول الحق سبحانه وتعالي في سورة الفرقان بِسْم الله الرحمن الرحيم (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقطروا وكان بين ذلك قواما ) وقوله تعالي في سورة الإسراء (ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) صدق الله العظيم. وللأسف فقد ارتبط شهر رمضان في أذهان الكثير من المصريين بالإسراف علي الرغم من أنه فرصة للتوفير والادخار، ونجد الحكومة ترفع درجة الاستعداد وتكون في حالة الطوارئ قبل حلول هذا الشهر الكريم ليس لخوض معركة عسكرية ولكن لتوفير السلع الغذائية التي يزيد استهلاكها في هذا الشهر إلي ثلاثة أو أربعة أضعاف. وتتفنن العديد من الأسر المصرية في الإسراف في رمضان وربما يستدين رب الأسرة ليوفر متطلبات الأسرة، وبعضها قد تكون سلعا استفزازية مثل المكسرات والياميش، وحينما ينتهي رمضان بخير نجد العديد من الأسر خاصة من الطبقة الوسطي وقد أنفقت كل أو معظم مدخراتها وهنا تتفاقم المشاكل الأسرية وترتفع معدلات الشقاق والطلاق.. ومن خلال هذه الإطلالة القصيرة أتوجه برجاء إلي الأشقاء المصريين بأن يعتدلوا في الإنفاق والاستهلاك وألا يلجأوا إلي التخزين والتكويش وأذكرهم بأن فاتورة الدعم قاربت علي ٣٥٠ مليار جنيه سنويا وأصبحت أكبر من طاقة الحكومة، كما أن الديون المحلية قاربت علي الأربعة تريليونات جنيه، والديون الخارجية زادت عن ٨٥ مليار دولار وخدمة الديون بلغت ٣٦٥ مليار جنيه سنويا، والعجز في الموازنة قارب علي ٣٠٠ مليار جنيه ويعتبر هذا العجز سببا رئيسيا لانخفاض معدلات الاستثمارات المحلية.
لذلك مطلوب منا جميعا أن نكون غيورين علي وطننا وأن نراعي الله في مصرنا وأن نستغل هذا الشهر الكريم في خفض النفقات وزيادة المدخرات حتي تنهض الدولة وتستطيع الوفاء بالمسئوليات العظام الملقاة علي عاتقها، وختاما أدعو الله سبحانه وتعالي (أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا رمضان ). ألا قد بلغت اللهم فاشهد.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف