أفكار متقاطعة
لم نلتفت كثيرا إلي مسيرات العودة التي أطلقها الفلسطينيون لإحياء قضيتهم التي نسيها العرب. المسيرات شكل جديد من أشكال المقاومة السلمية الفلسطينية رغم الثمن الفادح الذي يدفع فيها من أرواح تزهق وجراح تدمي. لذلك يأتي كتيب المناضل السياسي علاء أبو زيد مؤسس اللجنة الشعبية لدعم الجيش المصري بعنوان »المقاومة والأمن القومي العربي»‬ في وقته. يعيد أبو زيد تذكيرنا بأن القوة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الكيان الصهيوني ويقيم لها وزنا. ويضرب الأمثال علي ذلك بهروب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان عام 2000 حتي قبل الموعد المحدد للانسحاب بفعل نيران المقاومة اللبنانية وأيضا خسارة تل أبيب الفادحة في حربها علي لبنان 2006 بجانب هجمات حماس.
ويري أبو زيد أن العلاقة بين المقاومة والأمن القومي العربي من ناحية واستراتيجيات وأساليب الإمبريالية والصهيونية في السيطرة ووسائل مواجهتها من جهة أخري هي علاقة وثيقة، فكلما تمسكت الأمة العربية بنهج المقاومة، زادت قدرتها علي حماية أمنها القومي ومن ثم تقل قدرة الإمبريالية والصهيونية علي السيطرة، ومن ثم فإنه لكي يتحقق الأمن القومي العربي، لابد أن تعمل الأقطار العربية ـ جميعها - كل حسب دوره ووزنه وحجمه وقدرته علي التأثير في محيطه العربي والإقليمي والدولي دون أي تناحر أو تقزيم أو تعظيم لدور دولة علي حساب أخري، ذلك أن بعض الذين يزعمون أنهم كبار الأمة العربية يطلبون حقوق الكبار دون الاهتمام بنفس القدر بواجبات الكبار. الكتيب قليل الصفحات كبير القيمة.