فى مصر الفرعونية توصلوا لعدة حلول للتغلب على قانونية توريث غير البكر للحكم، منها أن يتزوج بولية العهد (الابنة) أو أرملته أو شقيقته ليرث العرش، وفى حالة عدم وجود هؤلاء ينسب بنوته للإله الأكبر، ويحصل على تفويض منه بالحكم.
«أوسر كاف» كان من الفرع الثانوى لعائلة «خوفو»، ولكى يقوى مركزه تزوج من «خنت كاوس» إحدى أميرات سلالة الأسرة القديمة التى سبقته، وعندما توفى «أمنمحات بن أمنمحوتب الأول»، خلفه على العرش «تحوتمس الأول»، وهو ابنه لكن من زوجه ثانوية بعد ان تزوج من «أحمس» أخت «أمنمحوتب الأول».
ولما توفى «تحوتمس الأول»، وكان ابنه مازال صغيراً، قيل إن والده سبق وشاركه فى الحكم، وأن «آمون» نصبه كى يصير ملكاً، لكن زوجة أبيه حتشبسوت لم تترك له العرش، وسعت للحصول على صك وصاية تحت دعوى صغر سنه، وعندما اطمأنت لقوة مركزها وكثرة مُريديها، نحت الغلام وبررت هذا بقصة روجها أتباعها: أن الإله أمون رع أنجبها بنفسه أو من روحه، وأن أباها البشرى تحوتمس الأول ارتضى هذه البنوة وأعلنها شريكة له فى الحكم خلال حياته، وأوصى لها بالملك بعد مماته.
ولكى يؤيد تحوتمس الرابع حقه فى العرش بين عدة أخوة من أمهات مختلفات، أشاع قصة عرفت اصطلاحاً باسم قصة الرؤيا، مؤداها أنه حدث فى إحدى رحلات صيده للغزلان بصحراء الجيزة، أن آوى إلى الظل بجوار تمثال أبوالهول، وأخذته سنة من النوم، رأى الإله فيها يتحدث إليه بلسان مبين ويقول له: ولدى تحوتمس، تأملنى فأنا أبوك، إنى واهبك ملكى على الأرض لتصبح سيداً على الأحياء، وستكون لك الأرض بطولها والعرض وكل ما تضيئه عين رب الكل.. وها آنذا موليك فكن حفيظاً على شئوني.
أما خوفو فقد كرس أمره على أن يخلفه ولده الأكبر «كاوعب» على العرش، غير أن كاوعب هذا مات قبل وفاة أبيه بقليل، فانقسمت الأسرة إلى ثلاثة فروع، فرع أبناء الزوجة الرئيسية «أم كاوعب»، وفرع من زوجة ثانية ترأسه جد فرع، وفرع من زوجة ثالثة ترأسه خفرع، فى نهاية الصراع استطاع جد فرع أن يفوز بالعرش، وذلك بزواجه من أرمله أخيه ولى العهد القديم كاوعب، ليزكى حقه فى العرش، وهذه الحيلة كانت تسمى فتح بيت البكورى، ويقوم فيها الأخ التالى للبكورى بالزواج من أرملته، لينجب ابناً ذكراً باسم المتوفى، هذا إذا كان البكورى قد توفى قبل إنجاب وريثه بكره، وهذا العرف كان سائداً فى بلاد النهرين، وأخذه شعب بنى إسرائيل، وسنه موسى على الشعب فى سيناء.