قرأت حواراً للدكتور على الدين هلال فى الأهرام أجراه الأستاذ محمد القزاز، الآراء التى وردت فيه من أستاذ العلوم السياسية تستحق الدراسة والبحث والاستفادة منها فى الإصلاح السياسى، تعبيرات الدكتور على الدين هلال شيقة وجذابة، وذكر مصطلحات جديدة فى علم السياسة غاية فى الأهمية.
قال الدكتور على الدين هلال فى الحوار إن التعددية الحزبية قبل عام 2011 كانت مقيدة، وأصبحت بعده مفرطة وعبثية، وهذا الوضع يستلزم قانوناً جديداً للأحزاب يمنع إنشاء الكيانات الحزبية غير الجادة، ويضع شروطاً منها أن من لا يمثل فى مجلس النواب من هذه الأحزاب يتم حله.
وأضاف الدكتور على أن الديمقراطية طريق طويل، وطريق وعر وهى ترتبط بالتطور الاقتصادى، والتطور الاجتماعى والأوضاع الإقليمية، وأى ديمقراطية ينبغى أن يكون فيها أحزاب، والأحزاب هى الأداة الوحيدة للمنافسة السياسية.
وأكد الدكتور على أنه ضد أى قرار إدارى لحل الأحزاب، ولكن هذا العدد من الأحزاب الموجودة على الساحة، والذى بلغ حوالى «104» أحزاب هو انفلات ديمقراطى ولا يعبر عنها على الإطلاق، وقال: إنه من الأفضل أن يكون فى الحياة الحزبية ثلاثة أو أربعة أحزاب كبار، يحصل أحدها على عدد أكبر من مقاعد البرلمان، أو يحدث ائتلاف بينها فى المستقبل.
وأشار الدكتور على إلى أنه يوجد في البرلمان حالياً ثلاثة أحزاب كبيرة نسبياً هى: الوفد ومستقبل وطن والمصريين الأحرار، وهى تقترب من «150» مقعداً فى البرلمان، وهذه الأحزاب لديها فرصة كبيرة فى زيادة عدد أعضائها سواء من البرلمان أو من الشارع.
وتحدث الدكتور على عن الديمقراطية التشاركية وجوهرها مشاركة الناس، كأن يتشارك مواطنو محافظة فى وضع أولويات المحافظة لتحقيق اللامركزية، وعدم انتظار القرارات الإدارية التى يتخذها موظف يعتقد أنها فى المصلحة العامة.
وحول تعديل الدستور قال الدكتور على الدين هلال: إن رأيه فى هذه القضية، هو أن الأشخاص زائلون، والمؤسسات هى القائمة وعندما قام السادات بتغيير الدستور ظناً منه أنه سينتفع به، لكن من استفاد منه كان الرئيس مبارك، أما إذا كنا نحن المصريين نتفق على أن الرئيس السيسى يحتاج إلى فرصة للبناء، فيكون التعديل فى مادة واحدة فقط تخص الرئيس السيسى فقط ولا أحد غيره أو بعده، يدور نصها حول «يجوز للرئيس الحالى استثناء من أحكام المادة كذا أو كذا أن يترشح مدداً رئاسية، لكن المرفوض حقاً هو التعديل على عواهنه.
وحول وجود حزب للرئيس قال الدكتور على الدين هلال إن المشكلة فى الوقت الحالى أن لدينا رئيساً ينظر له الشعب على أنه المنقذ والقائد الذى أنقذ البلاد من حكم الإخوان، هذا الشخص يلتف حوله القطاع الأكبر من الشعب وحين تطلب منه أن يكون له حزب، فالطبيعى ألا يتحمس لهذا المطلب، ذلك أن كل مؤيديه لن يكونوا أعضاء بالحزب، وإذا طلبنا أن يكون كل مؤيديه أعضاء بالحزب إذن نحن نعود لتجارب الحزب الواحد، الاتحاد الاشتراكى والحزب الوطنى على سبيل المثال.
جانب كبير من كلام الدكتور على الدين هلال فى حواره مع الأهرام جاء فى تصريحات عديدة للمستشار بهاءالدين أبوشقة عقب انتخابه رئيساً للوفد، حيث أكد أبوشقة أن المرحلة القادمة يجب أن تشهد وجود ثلاثة أحزاب كبيرة على الأكثر تتنافس فيما بينها فى الانتخابات، كما أكد أنه لا توجد ديمقراطية حقيقية بدون حزب الوفد، كما شجع على اندماج الأحزاب السياسية لتقويتها والحد من الأعداد الموجودة على الساحة، كما أكد أبوشقة أن حزب الوفد سيخوض جميع الانتخابات القادمة المحلية والبرلمانية والرئاسية لتأكيد الممارسة السياسية وتفعيل المادة الخامسة من الدستور من أجل تداول السلطة.
كلام أبوشقة وهلال يجب أن تعقد له جلسات استماع على كافة المستويات السياسية والحزبية للوصول إلى إجراءات تؤدى إلى تقوية الأحزاب السياسية وتفعيل العمل السياسى الحزبى لتفادى تكرار حالة الفراغ السياسى الذى وقعت فيه مصر بعد ثورة «25 يناير».
الدكتور على الدين هلال قامة كبيرة، هو بالإضافة إلى أنه أستاذ للعلوم السياسية تخرج على يديه أجيال عديدة فإنه كان أحد رموز الحزب الوطنى السابق وأمين الإعلام به، وكان وزيراً للشباب والرياضة فى نظام مبارك، وهو موسوعة سياسية لابد من الاستفادة من أفكاره التى تدعو للبناء الديمقراطى وإقامة حياة سياسية وحزبية قوية.