ايام قليلة تفصلنا عن الموعد الذي حدده الرئيس الامريكي لحسم موقفه من الاتفاق الخماسي الدولي مع ايران حول مشروعها النووي، وفي موقفه المنتظر سيحاول اظهار موقفه الداعم للعرب ضد ايران، والحقيقة انه يخاطب الناخب الامريكي اليهودي اولا.
المعروف ان اتفاق خمسة +1 ليس هدفه منع ايران من الحصول علي قنبلة ذرية، بل هوتعطيل هذا الهدف لمدة عشر سنوات، وموقف الرئيس الامريكي يحمل كثيرا من الدهاء السياسي، فهويمارس مزيدا من الضغط علي ايران، ليس حبا في العرب واهل الخليج بل حبا في ثرواتهم التي بدأت في التدفق علي الخزانة الامريكية بشكل يزعج سكان هذه البلاد ويؤثر علي مسار حياتهم اليومية، واظهار ان موقفه لحساب الخليج العربي، والحقيقة ان قراره المقبل لحساب اسرائيل، وتأخير اي صدام اوضربات محتملة بين الطرفين (اسرائيل وايران)، ويبدو أن موقف ترامب ظهرت مقدماته علي لسان الرئيس الفرنسي، وان الموقف يستدعي اتفاقا جديدا ببنود جديدة، وهذه كانت بالونة اختبار يسعد بها الخليج العربي ولكن ايران ترفضها وتهدد بعدم الدخول في اتفاقات جديدة، بل وتهدد بالتعجيل بمواجهة اسرائيل سواء من سوريا اومن طهران، وهذه القصة سوف تجد لها امريكا نهاية سعيدة اومرضية لكل الاطراف، والاهم ان ترامب رجل صادق مع نفسه امام الناخب الامريكي عموما واليهودي خصوصا، وحتي الان لم يتخل عن اي وعد في برنامجه الانتخابي، ووفي بحرمان بعض الجنسيات من دخول امريكا، وقرر نقل سفارة بلاده من تل ابيب للقدس واخيرا موقفه من الاتفاق النووي مع ايران سيعلن يوم 12 الحالي، وهذا الدرس الكبير لقادة وزعماء العالم عموما والي قادة بلادنا خاصة، وان الوعود الانتخابية لا تتبخر بعد الفوز بل تظل دينا في عنق الرئيس المنتصر في الانتخابات، ورغم الزوابع والعواصف حول ترامب الا انه يقوم بدور الحاوي مع ايران والعرب لحساب الناخب الامريكي اليهودي واسرائيل، وتظل منطقتنا ملعبا لهذا الوعد، ولكن اين نحن والعالم من هذا الحاوي ؟!.