الوطن
جمال طه
حكايتى مع «الوطن»
وصول مرسى لرئاسة الجمهورية يونيو 2012، أصابنى بصدمة على المستوى الشخصى، لأننى أعرف الإخوان، أكثر مما يعرفهم العامة، وأرى من جبل الجليد الخاص بالتنظيم أعمق مما يراه ذوو النوايا الحسنة، والأخطر أننى أدرك أن مقعد السلطة يلعب دائماً لحساب من يجلس عليه، وأن صناع الفراعنة ومنافقى كل سلطة، قد يمكنونهم من الاستمرار، للفترة التى تكفى لترسيخ قواعدهم، خلالها سيسعون لتفكيك الجيش، وحل مؤسسات الدولة، ليتمكنوا من حكم مصر لخمسمائة عام.. إذن التعبئة والحشد ضد استقرار حكم الإخوان هو الحل، ولكن أن تعمل ضد حكم تنظيم إرهابى، وهو يمسك بخيوط السلطة، مخاطرة بالغة الصعوبة، تفرض أن يبدأ كل وطنى بنفسه، وقتها قررت العودة لميدان المواجهة.

أدرك قيمة القلم، وقدرته على مواجهة أعتى الأسلحة، لذلك كانت أولى المقالات الموجهة على مدونتى «إرهاصات.. عن مصر الثورة والدولة» ذات الـ60.000 قارئ، «كلمة حق حول دور المؤسسة العسكرية.. ومحاولة الإخوان اختطاف الوطن»، أعقبه بأيام مقال «الرئيس مرسى.. وإشكاليات العلاقة بين مؤسسات الدولة السيادية، والإخوان».. وتوالت المقالات ضمن حرب معلنة؛ الإخوان وحماس «شراكة التنظيم.. أم تعارض المصلحة الوطنية؟!».. مصر فى قبضة المرشد «أدوات التنظيم.. وآليات السيطرة».. مستقبل استقرار الأوضاع فى البلاد، مبررات عدم التفاؤل.. الهجوم على نقطة رفح المصرية، الأبعاد والدلالات.. مصر وأزمة الإعلان الدستورى، إلى أين؟.. المواجهة الحاسمة بين الإسلاميين والليبراليين بمصر.. جماعة الإخوان، بين نار الحل، ولهيب تقنين الأوضاع.. مصر، واقتراب لحظة الحسم الداخلى.. أسباب استقالة الفريق الرئاسى، وإسقاط الأهلية عن الرئيس مرسى.. استهداف المؤسسات السيادية، وتأصيل نظرية إسقاط الدولة المصرية.. وتوالت المقالات أسبوعياً.. منتصف يونيو 2013 وقبل 30 يونيو بأسبوعين كتبت «سقوط مرسى، وسيناريو نجاح الثورة»، أعقبه «الفريق السيسى، بين اجترار الذاكرة، وتساؤلات الساعة».. وبمجرد سقوط الإخوان كتبت «الأمن القومى المصرى، مهام عاجلة، ومراجعات واجبة»، أعقبته بمقال «مصر، وتجنب الانزلاق نحو الدولة الرخوة».. ودون مقدمات ولا أى وسيط استقبلت تليفون «الوطن».

كان المتصل مدير التحرير «محمد البرغوثى»، ومعه «مجدى الجلاد» رئيس التحرير، اتفقنا والتقينا بالجريدة، وتعرفت على باقى المديرين التنفيذيين «محمود مسلم» و«محمود الكردوسى»، كانوا يشكلون «كتيبة الوطن»، ويجمعون رجالها، لمواجهة مؤامرات الإخوان، ودعم عملية إعادة بناء مؤسسات الدولة.. فى مارس 2015 غادرت الجريدة لفترة، لخلاف مع رئيس التحرير آنذاك، كتبت خلالها قرابة 50 مقالاً أسبوعياً بالشقيقة «المصرى اليوم»، ورغم أن الصديق محمود مسلم كان قد انتقل إليها رئيساً للتحرير، ما كان يمكن أن يقلل الشعور بالغربة، إلا أننى افتقدت روح «كتيبة الوطن»، والهدف الذى يجمعها.. بمجرد انتهاء مهمة مسلم بـ«المصرى اليوم» وعودته لـ«الوطن»، لحقته فى نفس الأسبوع، بعد أن تيقنت أننى مهما تلقيت من عروض، فإننى فى الحقيقة سأظل «واحد من ناسه».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف