الجمهورية
يحيي علي
ألعاب.. الموت
ألعاب الفيديو والهواتف المحمولة أصبحت تجذب ملايين الشباب والأطفال الذين تسلبهم هذه الألعاب الإحساس بقيمة الوقت وتجذبهم إلي عالم افتراضي مليء بالإثارة والمتعة المحببة لدي قطاع كبير من الأطفال والشباب أو حتي الكبار الذين تستهويهم هذه الألعاب.. ومع تقدم التقنيات المستخدمة في هذه الألعاب وإثارتها.. يزداد الإقبال عليها يوماً بعد يوم.
***
ورغم اختلاف الآراء والدراسات حول سلبية وإيجابية هذه الألعاب تتباري الشركات في ابتكار الألعاب.. ومن أخطر هذه الألعاب اللعبة المسماة بـ "جي تي إيه".. التي يجد الشاب أو الطفل الذي يمارسها يجد نفسه مغموراً في قلب الجريمة.. بدءاً من التحرش بالبشر وسلبهم أموالهم حتي القتل واستخدام الطائرات لقصف المدن.. فهي لعبة تحفز وتشجع علي العنف بصورة تمثل قمة الخطورة علي الصغار والكبار.. وفي كثير من الأحيان يقلد الصغار هذه الألعاب علي زملائهم بالمدارس والشوارع وتكون العواقب وخيمة.. وقاسية.
رصدت لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب 25 لعبة إلكترونية علي الهواتف الذكية تشكل تهديداً علي حياة الشباب.. حيث لم يقتصر الأمر علي لعبة الحوت الأزرق فقط.
.. من هذه الألعاب لعبة تديرها إحدي عصابات خطف الأطفال حيث يتم خداع بعض الأطفال أنهم فازوا بجوائز ثمينة ومبالغ كبيرة ويتم استدراج الصغار وخطفهم.
***
ولخطورة هذه الألعاب ليس علي الصغار فقط وإنما علي الشباب أيضاً.. قامت العديد من الدول بإلغاء هذه الألعاب من خلال اتفاقيات دولية وإضافة العديد من التعديلات علي قانون الجريمة الإلكترونية بما يسمح لمواجهة هذه الألعاب بتجريم من يقوم بنشرها أو الترويج لها علي مواقع التواصل الاجتماعي.
.. وفي هذا الإطار من حق أي دولة أن تحافظ علي أمنها القومي بإغلاق أي ألعاب تهدد سلامة المجتمع وتمثل خطورة علي حياة المواطنين.
***
صحيح أن دنيا الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي وعالم الإنترنت وتكنولوجيا الاتصالات جعلت العالم قرية صغيرة.. وتستطيع وأنت جالس بمكتبك أن تشارك في اجتماع في أقصي بقعة بالكرة الأرضية ويمكنك وأنت في الحجرة الصغيرة المغلقة أن تحاور صديقاً بالصوت والصورة في أقصي ولاية أمريكية.. وكذلك يمكن إنهاء العديد من المصالح والارتباطات وتساهم كثيراً تكنولوجيا الاتصالات في تسهيل حياة ومصالح البسطاء.. ولذلك فهي في هذا الصدد نعمة كبيرة.. واستخدام الإنسان للأشياء هو الفيصل والمعيار.. إما أن تجعلها نعمة أو تصبح بين يديك نقمة.
.. السكين مثلاً.. تستخدمها في تقطيع الفواكه والبطيخ وعمل السلطة.. وغيرك يستخدمها لإزهاق الأرواح.. أموالك يمكن أن تشتري بها الملابس والطعام.. ويشتري بها آخر ما يدمنه ويضره ويزهق روحه.. فكل الأشياء نعمة من الله.. ولكن بيدك وحدك أن تجعلها نعمة دائماً.. وبيدك أن تجعلها نقمة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف