قال رسول الله: "من مشي مع مظلوم حتي يثبت له حقه ثبت الله قدميه علي الصراط يوم تزول الأقدام". كما قال الإمام السّجاد : "اللهم اني اعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره" هذا الدعاء يُبيّن أن المنصب أمانة ومسئولية مُلقاه علي صاحبه ويتحمل نتائجها أمام الله دنيا وآخرة. كما قال الله تعالي : "إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا". فالأمانة هنا معناها واسع وشامل لكل رزق منحه الله لعباده سواء تمثل في مال او منصب او جمال وغيره من النعم . فإن استغلها صاحبها في الخير وفيما خصصت من أجله زاده الله . فالشخص الذي منحه الله منصب وطغي وأصبح نصير الأقوياء ولا يجلب حق الضعفاء والغلابة وقتها أصبح المنصب نقمة له ونزع الله منه الجاه. وفي هذا السياق تذكرت حديث دار بيني وبين اللواء المحترم أحمد جهاد "رئيس قطاع الأمن بمكتبة الأسكندرية" عندما كنا نتحدث عن الإنسانية . فذَكّرّ لي أنه عندما كان ظابطًا في الشرطة شاهد طالبا ومعه قطعة حشيش . ففكر إذا تم ضبطه سوف يضيع مستقبله وتصبح بصمة عار في حياته . فأطلق سراحه بعد أن داس بقدميه علي قطعة الحشيش ونصحه أن يكُف عن ذلك. وبعد 20 سنة ذهب للبنك المركزي فلم يعرف أحد فيه ووجد مدير عام البنك المركزي حينها يقول له هل تتذكرني؟! وذَكَرَ له الواقعة السابقة . فوصف شعوره حينها بأنه انتابته السعادة حينما أنقذ حياة إنسان ونشله من الضياع فلو تم زجه في السجن لِما أصبح علي ما هو عليه الآن. بعد أن سرد لي تلك القصة وعدته أني سوف أكتب عليها مقال لتكون عبرة لكل من يشغل منصب متعلق بحياة الناس ومستقبلهم. فلو وضع كل شخص في اعتباره الجانب الإنساني لاختلفت أمور كثيرة في الحياة . فالكثير ممن يشغلون مناصب متعلقة بمستقبل وحياة الناس يستغلون ذلك في قهر المستضعفين ولا يعلموا بأن الله منحهم ذلك المنصب لنصرتهم والوقوف بجانبهم لجلب حقهم من أصحاب القوي وليس العكس. فلا يوجد مجرم بالفطرة بل المجتمع هو من يخلق الجناة! تلك هي الحقيقة التي يجب ان يُدركها الكل!