المصريون
المستشار حمدى الشيوى
نعم لإدارة الخدمة – لا لإدارة السلطة
تتنوع إدارات الدول على مستوى العالم كله إلى نوعين إدارة الخدمة و إدارة السلطة.
أما إدارة الخدمة فالرئيس و الوزراء خدام لشعبهم يسعون ليلهم و نهارهم و قانونهم و قرارهم إلى ترتيب الحياة الكريمة و المنظومات المستقيمة للشعب.
وأنت ترى دول العالم المتقدم كذلك ينظر الرئيس إلى نفسه و الوزاراء إلى أنفسهم أنهم يعملون تحت إمرة سيدهم الشعب و يضعون حياة الشعب و كرامة الشعب و عزة الشعب في قلوبهم و أعينهم.
و ترى عندهم فضيلتين نحن أولى منهم بهاتين الفضيلتين ( إن الله يأمر بالعدل و الإحسان ... ).
وتلك طبيعة إدارة الخدمة تعدل بين أبناء الشعب و تحسن إليهم.
أما إدارة السلطة فهي إدارة التسلط و القهر و الإستبداد و الإستعباد , ينظر الرئيس و الوزراء و المحافظون في إدارة السلطة إلى الشعب أنه خُلِقَ لهم و سُخِرَ لخدمتهم و ليست للشعب قيمة و لا كرامة و لا مجد و لا عزة و لا عدالة و لا إحسان و ينفقون أموال الفقراء على مظاهرهم الكاذبة دون أدنى احساس بأفقر الناس.
إذ أن صلة الحاكم بشعبه صلة والد بأولاده فلا يعقل ولا يقبل أن ينعم الوالد بزينة الحياة و طيباتها و يدع أولاده قد حلت بهم مرارة الحياة و ذلت منهم الجباه.
إن إدارة السلطة لا تقدم للشعب إلا الجهل و الفقر و المرض و الضياع و البطالة و المهانة. وينظر الواحد منهم إلى نفسه كأنه إله يطلب من الناس حين يمسون و حين يصبحون بحمد السلطة يسبحون و لها يهللون و يصفقون. إن أصحاب النقص النفسي و المرض القلبي لا يصلحون لبناء دولة متقدمة فاهمة متعلمة.
" إن الله لا ينظر إلى صوركم و لكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
و إن كان لباس البدن يستر العورات فإن لباس القلب تقوى و إشراقات.
تحيا مصر بإدارة الخدمة و ليس بإدارة السلطة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف