الأخبار
وليد عبد العزيز
سياسة النفاق
شد وجذب

عندما تكون سياسة النفاق هي السمة السائدة في بعض الأشخاص الذين يتمتعون بصفة الحرباء المتقلبة والمتلونة فعليك أن تتوقف للحظات مع النفس لتعيد ترتيب الأوراق وبسرعة.. هناك أناس كانوا يعيشون في عهد الرئيس الأسبق مبارك عيشة البغددة وبمجرد سقوط الرجل ونظامه تحولوا فجأة وتعايشوا مع نظام الاخوان الارهابي بكل احترافية وذكاء بل البعض منهم أعلن صراحة أنه اخواني الهوي رغم أنهم كانوا خادمين للنظام الذي سبقه ولكنهم سرعان ما انقلبوا عليه بعد سقوطه.. الغريب والعجيب ان هؤلاء الأشخاص نجحوا وباقتدار في التحول للمرة الثالثة في اقل من٣سنوات وأصبحوا يهللون ويكبرون للنظام الحالي.. ما يستوقفنا انا وغيري أن هؤلاء الأشخاص يراهم الجميع ويعرفهم جيدا ولكنهم متواجدون علي الساحة ولا أحد يستطيع أن يواجههم بحقيقتهم.. وفي المقابل هناك أشخاص كانت مواقفهم ثابتة وواضحة ولَم يتحولوا مثل غيرهم.. وكل ذنبهم انهم يحبون البلد ولا يتلونون مع الأشخاص.. وقد يكون أناس من بينهم يفوقون من يتصدرون المشهد في الكفاءة والوطنية ولكنهم بعيدون كل البعد عن الظهور او الحصول علي الفرص التي حصل عليها غيرهم..الكثير منا لا يعرف ما هي معايير اختيار هؤلاء ومن الذي يسمح بتواجدهم علي مر العصور وفي مختلف المراحل الزمنية..قد يكونون اذكياء او مخادعون ولكنهم في النهاية نجحوا ومازالوا ينجحون في الوصول إلي الأهداف من أقصر الطرق.. بالمناسبة أنا لا أتحدث عن الساحة الإعلامية لانني متاكد من أن هذه الساحة تكاد تكون الوحيدة التي شهدت عمليات تغيير مستمرة ومازالت.. وتجارب الساحة الإعلامية اثبتت أن زمن الشخص الأوحد قد انتهي وان هناك أشخاصا لا أريد أن اذكرهم بالاسم جاءوا من بعيد وحققوا نجاحات فاقت التوقعات.. كنت أتوقع ومازلت انتظر أن يتم تطبيق ما شهده الاعلام المصري خلال العام الأخير علي جميع قطاعات الدولة..لا أطالب بالاقصاء ولكنني أطالب بغلق صفحة المنافقين وإعادتهم إلي وضعهم الطبيعي وعدم منحهم فرصا أخري لأنهم تواجدوا في كل الأنظمة ومع الأسف لم يقدموا الا النفاق والكذب والصعود علي جثث الآخرين.. اشعر هذه الأيام أن الدولة مقبلة علي حالة تغيير شاملة تتماشي مع طموحات ومستقبل الفترة القادمة..سنقدم الشكر لكل من ساهم في فترة تثبيت أركان الدولة وعلينا أن ننتبه جيدا لأهل النفاق ولا نسمح لهم بالتواجد من جديد في المشهد لان وجودهم يصيب الكثيرين من الذين يحبون الدولة المصرية بالاحباط.. المصريون الذين ساندوا مصر منذ ثورة يونيو وحتي الآن لا ينتظرون رد الجميل ولكنهم لا يريدون ان يعتلي الساحة من جديد أناس يأكلون علي كل الموائد ويدعون الشرف والوطنية والاخلاص وهم في الحقيقة لا يحبون الا أنفسهم.. وتحيا مصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف