الأخبار
خالد رزق
« إمامنا ».. اتقوا الله

فجأة أفاق المجتمع المصري علي حملة شرسة تستهدف الراحل الجليل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي والذي غاب بجسده عن دنيانا قبل 20 عاماً..، الحملة التي واكبت مجازاة دكتور بإحدي الكليات الجامعية بالإيقاف عن العمل لثلاثة أشهر عقاباً له علي ذم وإزدراء الشيخ الراحل إذ وصفه بالدجال.. راحت للمدي الأبعد في طعنها وتعريضها بالشيخ الجليل علي وسائل التواصل الاجتماعي، حتي أنهم وصموا الرجل الذي لا يملك عن نفسه دفاعاً ولا رد افتراء بأحط وأقذر الصفات والتهم.!!
خصوم الشيخ الراقد بمقبرته منذ عقدين من الزمن.. هم قسم من العلمانيين لا يعرف فضيلة الإنصاف.. وأقول قسم إذ أعد نفسي علمانياً كما ملايين غيري ولكن ابداً لا ننحدر في خصومتنا إلي أسفل سافلين كما دأب هذا القسم من الناس في كل وأي خلاف طالما كان الطرف الآخر فيه رجل دين.. فالعالمانية لمن يجهل لا تعني الكفر بالأديان واحتقار المقدسات وإنما الأكثر ممن يعتنقونها كمنهج لحياة المجتمعات هم من المؤمنين بالأديان، فقط هم يرون بالفصل بين حرية الاعتقاد.. وكيفية تسيير شئوون المجتمع.
وإلي جانب هذا القسم من البشر هناك جانب من ضعاف العقول راكبي كل الأمواج.. أو كما يقول ناسنا.. » الزياطين في الزيطة »‬ وهؤلاء لا يؤسس الواحد منهم اختلافه علي فكر ولا علي أي مبدأ أو موقف وإنما تجده فقط يردد وبلا علم ما سمعه وبلغه.. ظناً منه بأن الطعن في الكبار وأصحاب الحظوة الشعبية »‬يضعه»‬ في مصاف صفوة العارفين والمثقفين.
الأكيد أن إمامنا الراحل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي كان رجلا منا... ببساطة هو بشر مثلنا كان غفر الله له يخطئ ويصيب وعليه فهو خطاء..، »‬ نري» هذا في مواقف سياسية وحياتية يستغلها خصومه للطعن به ووصمه بما لم يكن أبداً فيه ولا عليه.. وشخصياً أري وصف أعدائه هو الأنسب إذ لست أراه جائزاً أو لائقاً أن نرفع مرتبتهم إلي مقام الخصومة مع من كان مثل الإمام بما له من علم وقدر ومكانة وبما حباه الله من حب المصريين وقبول بين المؤمنين.
ولست في معرض ذكر شيء من أخطاء الشيخ، ولكن يكفي أنه هو نفسه الذي كان يجهر بما يحسب عليه من مواقف ولو خشي لومة لائم لكان أسرها.. فمن ذا الذي كان سيعلم بأن الشيخ سجد لله يوم الهزيمة إن لم يعلنها هو نفسه.. رحمه الله بني موقفه علي رؤية خاطئة.
في شأن الدين يقف فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي نبراساً وفقيهاً معلماً »‬هو» وبلا مزايدة العالم والمفسر الأعظم في تاريخ أمتنا المعاصر.. فلا تحملوا علي رجل رحل عن عالمنا سيما وإنه ومهما كان مبلغ خطئه في شأن دنيوي بحت.. فقد أثري حياتنا بعلمه وترك فينا وفي أمة محمد صلي الله عليه وآله وسلم كلها وللعالمين ما ينتفع به.
رحم الله شيخنا الجليل.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف