حسنا أن نجحت مصر في إنهاء مشكله اللاعب المصري الدولي محمد صلاح مع اتحاد الكرة وشركة الاتصالات الراعية. وهي في مجملها مشاكل بين الشركة الراعية للاعب الدولي والتي لها حق استغلاله دعائيا. ووضع صورته منفردة علي إعلاناتها التجارية.
مثل تلك الازمات المادية من المعتاد حدوثها مع معظم الاعبين الدوليين والفنانين المشاهير . منها ما يتم حله ومنها التي تبقي بلا حل وتتسبب في ازمات نفسية أو مادية للاعب أو الفنان. إلا أن محمد صلاح لاعب مصري يمثل قدوة وقيمة في حد ذاته . وهو لاعب علي دين وخلق ومتفوق في رياضته لدرجة فاقت المتوقع من لاعب مصري يلعب دوليا . لذا فقد كان ينبغي منذ البداية الا تحدث مثل تلك المشكلة. وان تتبناه وترعاه الدولة ذاتها . فهو خير سفير لمصر بالخارج .
محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة حقق نجاحا أبهر الجميع. إنه قبل كل ذلك إنسان. يمكن للمجتمعات المتقدمة أن تدرك جوهره. وتستفيد من دوره. وتصنع هالة حوله. إلا ان البريطانيين لم يفتخروا به كلاعب لناديهم. بل نسبوا المجد الذي صنعه لهم الي وطنه وتاريخه. لذلك أطلقوا عليه الملك المصري. أو الملك توت عنخ آمون أو صياد الجوائزپ .... الخ. ويظل السؤال لماذا ينبهرون به؟. وهنا نجد أنهم يرون فيه قدوة ومثلاً أعلي يقدمونه لأولادهم. لذلك تجد العديد من الأطفال هناك يحبونه. ويغنون له. وذلك لأنه ملأ حياتهم.
لاعب أخلاقه الإنسانية راقية لم يتصنعها. بل هي سلوك تلقائي لا إرادي متواضع . لا يغتر بإنجاز حققه. يسجد لله شكرا عقب كل هدف يحققه. كلها سلوكيات غاية في التواضع. والبساطة التي تعشقها تلك الشعوب. لاعب فيه هدوء وسكينة. يجعل من ينظر اليه مستريحا. وكأنه ينظر الي راهب أو قديس. وهو مستقيم في حياته. زوج وأب صالح . وهذه أيضاً قيمة يعشقها الغرب. وفوق كل ذلك يستخدم ما يحصل عليه من مال في خدمة المحتاجين في موطنه وقد فعل الكثير والكثير لأبناء قريته . ولا يتفاخر بسيارات ولا طائرات. ولا يخوت مثلما يفعل النجوم أمثاله في الرياضة أو الفن.
قدوة للشباب في كل مكان. فهو شاب عصري. وهو نموذج اجتماعي ناجح كزوج واب. وهو شخص هادئ الطباع مهذب. خلوق. متواضع... الخ. هو مثل أعلي يقدم للشباب نموذجا فريدا لتحقيق أقصي درجات النجاح. هذه هي ظاهرة محمد صلاح في زمن من الصعب أن تجتمع هذه القيم في شخص فرد . من الصعب أن يكون الشاب نجماً عالمياً. ويكون مستقيما أخلاقيا. متواضعاً. عفيفا. فاعلا للخير. ولا يوظف نجاحه لتحقيق أمجاد اجتماعية أو سياسية. أو استثمار الشهرة لأهداف خارج مجال الشهرة» كما يفعل جميع النجوم الحقيقيين. أو المصطنعين الذين نعرفهم. خصوصاً في مصر.
هذا ما أدركه البريطانيون لذلك أحبوه. محمد صلاح حقق مكاسب عديدة للمسلمين في بريطانيا. فقد صحح الصورة وحببها للجمهور البريطاني. قد يكون ما حققه صلاح للمسلمين لم تحققه مؤسسات وجماعات ودول أنفقت المليارات. ولم تستطع أن تنجز ما وصل اليه محمد صلاح في تقديم صورة المسلم الحقيقي. تحول صلاح كما تحول غيره من المصريين الي مادة للفخر والتباهي. وقدوة ومثل أعلي قادر علي إشعال جذوة الحماس في نفوس الملايين» للانطلاق لتحقيق الطموحات والأحلام دون غرور أو تجبر» كما فعل أسطورة تضليل الشباب وحرفهم الي طريقة الجريمة والمخدرات.
أرجوكم استثمروا المثل والقدوة الصالحة. في زمن ندر فيه بمصر القدوة التي نحن اشد ما نكون في حاجة اليها لبناء جيل جديد وللمساعدة علي الشفاء مما علق بالشخصية المصرية مؤخرا نتيجة الاحداث السياسية الدامية التي شهدتها مصر في السنوات الماضية.