الجمهورية
حسن سعد
المسرح الشعبي لا يعود بالمؤتمرات
"ضمير الأمة" هو ثراؤها وثمة عداء خفي لطمس وهدم تراثنا. بل ويحارب منذ أزمنة فائتة كثيرة وهذه الحرب خارجية أصولية وعرقية وللأسف ثمة عناصر داخلية مجندة من الخارج قبل وبعد طرح فكرة "الشرق أوسطية" والمحاولات المستمرة لتغيير خريطة العالم العربي وطمس معالمها وجذورها وعلي وجه الخصوص "مصر دولة الجذور والأصول والرقية والعراقة والتاريخ والحضارة فنون وعلوم وثقافة وكانت بوابة الهدم" هي التراث وأول نتائجه إلغاء ملتقي المسرح العربي رغم نجاح دورته الأولي بتميز وتفوق وكان الملتقي بمثابة عودة الوعي وعودة الروح العقل والجسد والضمير للوطن العربي الذي يتكلم لغة واحدة وديناً واحداً وتراثاً مشتركاً رغم تباينه وتنوعه ومنذ إلغاء الملتقي بقرار من وزير الثقافة آنذاك فاروق حسني والحرب الضروس العنيفة علي التراث بكل تنوعه وأشكاله الفنية المتعددة في الأغنية والأوبريت والمسرح "الدراما الشعبية" وحتي التيمات الشعبية بالسينما تحولت لعري وسفالة وقلة أدب فعاب التراث وتواري ولم يعد هناك سوي تجارب فردية يقوم بها البعض من محبي الفنون التراثية واليوم نري العجب العجاب حيث تقوم بعض الجهات بعقد الندوات وإقامة المؤتمرات لمناقشة قضايا التراث. ثم تنتهي الندوات والمؤتمرات والنتيجة صفر بحجم خيبة الأمل فمثل هذه الفعاليات لا يحضرها أحد والكثير من القائمين عليها غير مؤهلين لمناقشة مثل هذه القضايا الهامة وهنا أقول إن "التراث أمن قومي" نعم هو أمن قومي لذلك من الحتمي الوصول للأهداف سريعاً وهنا أطرحها لعلهم يفهمون أولاً : أين المعاهد والمراكز المعنية بالتراث ثانياً : أين الدراسات والبحوث الميدانية والجمع والتوثيق ثالثاً : حتمية الاهتمام بالأغنية التراثية والشعبية رابعاً : أين المسرح والعروض الشعبية علي نطاق واسع وكنت قد اقترحت تكوين عدة فرق للمسرح الشعبي بكل بيت الفني للمسرح والفنون الشعبية والثقافة الجماهيرية وفرقة السامر وحتمية تحويلها لإدارته عامة مستقلة مالياً وإدارياً وعودة فرقة الغد للعروض المسرحية الشعبية بعد أن أصبحت فرقة لقيطة بلا هدف ولا منهج ولا معني ولا لون سوي تقديم عروض غريبة عن الجسد المسرحي في مصر.. التراث هو سلاح مهم ومتعاظم لمواجهة الوافد واخطاره سياسياً واجتماعياً وثقافياً واقتصادياً ودينياً. التراث سلاح خطير لمواجهة الاعتداءات المستمرة عي الهوية والشخصية المصرية التي تم طمسها ومحوها بالفعل خلال سنوات التخلي والغربة والانعزال. سنوات المعزول الذي فصل الثقافة والفنون عن المجتمع وقام بتحويلها من ثقافة وفنون البناء إلي ثقافة وفنون استهلاكية لخلق حالة من الانفصالية.
وتحول المجتمع من الابداع والخلق والابتكار والبناء والانتاج إلي مجتمع مستهلك لثقافة الغير.. نجح الآخر في الاعتداء علي روح ثقافة وفنون مصر وفرض ثقافته التي تحمل في طياتها كل الشر لمصرنا الحبيبة واليوم يعقدون الندوات والمؤتمرات في جلسات لا يحضرها أحد والاكتفاء باحتساء الشاي والقهوة ولا عزاء للتراث الذي مازال يحتضنه كفن الفوضي والتخلي وضياع الوقت والجد والمال...؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف