كشفت العواصف والأمطار التي تعرضت لها مصر خلال الفترة الماضية عن ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية في التعامل مع كافة التغيرات المناخية والاهتمام بمخرات السيول وبالوعات الأمطار التي تعرضت للانسداد في الكثير من المناطق سواء في القاهرة أو المحافظات المختلفة والتي غرقت معظم شوارعها بمياه الأمطار.. هذه الموجة من حالة عدم استقرار الطقس لن تكون الأخيرة في ظل التقلبات والتغيرات المناخية في كافة أنحاء العالم الذي بات يعاني من التلوث ومشاكل عديدة في طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من الاشعاعات والتقلبات السريعة للمناخ وهذه الحقيقة تضعنا أمام تحديات كبيرة تدق ناقوس الخطر وتجعلنا أمام ضرورة اعادة ترتيب الأولويات ويأتي في مقدمتها تطوير البنية التحتية والاهتمام باستغلال كل طاقاتنا للوقوف أمام مفاجآت الطبيعة التي قد تعرقل مسيرة التنمية التي انطلقت في كافة المجالات.
قامت الحكومة باتخاذ الكثير من الاجراءات السريعة لعدم تكرار ما حدث في مناطق عدة بالقاهرة والمحافظات الأخري من غرق الشوارع واصابة المحاور الرئيسية بالشلل التام ومن بين هذه الاجراءات متابعة غرفة العمليات المركزية لمجلس الوزراء لكافة المحافظات والتنسيق بشكل مستمر لمواجهة أي تطورات قد تحدث بسبب هذه الموجة الطارئة التي يؤكد خبراء الطقس علي أنها قد تتكرر طوال العام كما قام المحافظون بوضع كافة الأجهزة الادارية علي أهبة الاستعداد للتعامل بسرعة تحت أي ظروف أو أزمات وشرعوا في تطهير بالوعات الأمطار والاستعانة بأجهزة شفط المياه في الأماكن الحيوية والمحاور الرئيسية.
لاشك أن معظم دول العالم تعرضت لمثل هذه التقلبات الجوية المفاجئة فعلي سبيل المثال تعرضت انجلترا لموجة غير عادية من الطقس السييء وغطت الثلوج شوارع لندن ووقعت حوادث متفرقة في الكثير من المناطق والمدن الانجليزية ولكن سرعة تعامل الحكومة والمجالس المحلية هناك قللت الأضرار بشكل كبير ولم تتعطل الحياة اليومية وذلك بفضل الاجراءات الطارئة والبنية التحتية المتطورة التي تشهد متابعة يومية ومستمرة من كافة الأجهزة الحكومية.
هذه الحالة من عدم الاستقرار في الطقس كشفت عن أهمية سياسة إدارة الأزمات وضرورة المتابعة المستمرة لكافة المرافق وعدم التعامل مع الموقف كأنه ظرف طاريء ولن يتكرر وأيضا علينا التفكير في الاستفادة بمياه الأمطار والسيول في الكثير من المجالات.. لابد من تطبيق استراتيجية واضحة للتعامل مع الأزمات والطواريء بشكل علمي وسريع يساعد علي استكمال مسيرة التنمية المستدامة وتوفير كافة الخدمات للمواطنين في وقت الأزمة.. علينا أن نتعلم من أخطائنا وأن نطور من امكانياتنا ونفكر في الحلول بايجابية بدلا من الانتقادات السلبية التي لن تجعلنا نتقدم خطوة واحدة للأمام بل ستزيد من الخلافات والأزمات.. علينا أن نضع نصب أعيننا ما حققناه طوال السنوات الماضية وأن نواصل العمل بجد وعلي كافة المستويات لكي نبني مصر الحديثة التي نحلم بها جميعا.