تعلمنا من آبائنا منذ القدم أن جذورنا موجودة وعلي كل منا البحث عنها حتي نعرف أنفسنا ونستطيع المضي قدماً إلي الأمام وهذا ما فكرنا فيه عندما انطلقت مبادرة إحياء الجذور بالإسكندرية بين مصر وقبرص واليونان التي أحيت ذكريات الجاليات المصرية اليونانية القبرصية بمدينة الإسكندرية العريقة التي تحتل مكانة خاصة في قلوب المصريين وأبناء منطقة البحر المتوسط وهذه المبادرة تمثل تجسيداً لقيم التسامح والتعايش المشترك والتواصل الإنساني ومن يعرف الإسكندرية يجد الأشقاء من اليونانيين والقبارصة في كل مكان مازالوا يعيشون لأنهم اختاروا مصر مقصداً للإقامة وانصهروا مع شعبها في أفراحهم وآلامهم وآمالهم. وأكدت هذه المبادرة علي عمق الأواصر بين الشعوب الثلاثة في مدينة الإسكندرية التي أرسي دعائمها الأولي الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد لتصبح إطلالة مصر علي شاطئ البحر المتوسط ونقطة التقاء الحضارات والثقافات والتراث كما تعد هذه المبادرة رمزاً لوحدة الشعوب الثلاثة واتفاقهم علي الوحدة ونموذجاً يحتذي به في منطقة شرق البحر المتوسط.
** والأحداث التي نواجهها تؤكد من جديد أن شعب مصر البطل قادر علي مواجهة كافة التحديات وفي مقدمتهم العمال بعدما تضاعفت مساهماتهم في السنوات الأخيرة حيث انجزوا فيها عدداً كبيراً من المشروعات القومية في وقت قياسي ومصر والحمد الله تمضي علي مسارات متوازية لتعويض ما فاتها واللحاق بركب التقدم وبفضل الله ستظل مصر محروسة بصلابة معدن شعبها وتكاتفه في الشدائد حيث بذلوا جهوداً استثنائية للعبور ببلدهم إلي بر الأمان والاستقرار ويكفي أنه كان وراء تعافي الاقتصاد المصري ونجاحه في مواجهة الظروف الاقتصادية الصعبة لأننا شعب يستطيع النجاح إذا أراد.