* بعد سنوات طويلة من تطبيق نظام الاحتراف في مصر. وعلي وجه التحديد منذ أسسه الاتحاد المصري بتوصيات من الراحل الكابتن محمود الجوهري. المدير الفني لمنتخب مصر وقتها. بعد أن قاد الفريق لنهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990. مازلنا نحبو في النظام الاحترافي الحقيقي. ولا نطبق منه إلا القشور. ومازال استغلال ثغراته من جانب الأندية هو الظاهرة الأبرز. بعد ربع قرن احتراف.
أتحدث اليوم عن انتقالات اللاعبين التي تمثل العصب الرئيسي لقواعد الاحتراف ولكنها عندنا لا تزيد علي مجرد وسيلة للكيد والغيظ. وبخاصة بين القطبين الأهلي والزمالك.
وسوق الاحتراف في العالم. وبخاصة في أوروبا وعلي وجه التحديد في الدول العملاقة مثل أسبانيا وانجلترا. وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وغيرها هي سوق رائجة وتصب لمصلحة الفريق الذي يشتري اللاعب من الناحية الفنية وتصب أيضاً لمصلحة الفريق الذي يبيعه مادياً.
وأهم عنصر من عناصر الاحتراف هو الاحتياج للاعب الذي يدفع فيه النادي مادياً. لأن ضم لاعب لا يحتاجه النادي هو شبيه بمن يشتري كمية ضخمة من الطعام في المنزل حتي يفسد.
وواقع الأمر أن سوق الاحتراف في مصر هي من النوع الأخير. لأن تكدس اللاعبين مثلما حدث في الزمالك بشكل خاص هذا الموسم أبعد الكثير من اللاعبين الذين كانوا نجوماً في أنديتهم عن الفورمة وأصبحوا حبيسي الدكة حتي ابتعدوا تماماً عن الفورمة. وهو أيضاً ما حدث في الأهلي لسنوات طويلة انتهي خلالها مستقبل عدد كبير من اللاعبين بسبب التكدس وعدم المشاركة في المباريات.
أما أهم عنصر من عناصر الاحتراف عندنا فهو أن يكيد كل طرف الآخر. بما ضم من لاعبين ويتباهي أمام الإعلام بأنه جلب كل اللاعبين الجيدين في مصر. وهو أمر أبعد ما يكون عن الاحتراف.
النقطة الأهم في الانتقالات هي الحاجة الحقيقية للاعبين في بعض المراكز. وهي أمور من اختصاص الجهاز الفني فقط. وليس هناك أي دور لمجلس الإدارة أو من يعملون خارج الجهاز.
ويجري الأمر دائماً في نهاية كل موسم حيث يضع الجهاز الفني تقريراً شاملاً يشمل نقاط القوة والضعف في الفريق علي مدي الموسم وبالتالي يعالج نقاط الضعف باللاعبين الذين ينضمون لعلاج هذه الثغرات.
أما عندنا. فالنادي يضم ما يشاء من اللاعبين حتي لو كانوا في مراكز تكتظ بالنجوم. وهو حال الأهلي الآن. الذي يضم لاعبين في المراكز الهجومية التي يوجد لديه وفرة من اللاعبين فيها. بينما يتجاهل مراكز قلب الدفاع ولاعبي الارتكاز وسط الملعب. التي تمثل المشكلة الأساسية للأهلي هذا الموسم.
والزمالك يسعي لأي لاعب يريد الأهلي ضمه من أجل حرمان المنافس منه. حتي لو كان لديه في مركزه 5 أو 6 بدائل.
أكبر سلبيات الانتقالات في العامين الأخيرين. هي تدخل الإدارة بشكل سافر في الانتقالات. دون حتي استشارة الأجهزة الفنية. والتباهي الإعلامي بخطف هذا النجم أو ذلك من المنافس. والنتيجة هي إهدار المال العام في صفقات قد تكون في النهاية دون جدوي أو نتائج حقيقية.