بعد غياب كاد أن يطول عدت مجددا إلي قواعد القراءة قبل النوم، واخترت أن تكون العودة عبر رواية »غرب مال» لصديقي الأديب والكاتب أحمد عطاالله، وقد جاء الاختيار مخيبا لكل آمالي في النوم، مدمرا لكل مواعيدي في الصباح، إذ إنني من فرط الدهشة لم أكن أقوي علي ترك الرواية إلا مع الساعات الأولي للصباح أو بعد أن أفصل شحن، أدهشني »عطاالله» بقدرته علي تقليب فضولي فوق نيران الحكي الهادئة اللامعة بمفرداته البكر وخياله الشاهق وقفزاته الرشيقة بين الأزمنة والشخصيات، ويبقي أهم ما في هذه الرواية ذلك الرباط الوجداني الرقيق الذي نسجه »عطاالله» بمنتهي الشاعرية للربط بين تغريبته الخاصة وتغريبة بني هلال.