الأخبار
كرم جبر
مرة أخري.. المصالحة !!!

من يريد أن يتصالح مع الشعب، لا يقتل أبناء الشعب، ولا تتلوث أيديهم بالدماء، ولا يتكالبون مع الدول الشريرة التي تتآمر ضد وطنهم، ولا يمكن أن يقول أحد لزوجات الشهداء وأبنائهم وذويهم »عفا الله عما سلف»‬، فهم ينتظرون القصاص العادل وليس الصلح الكاذب، »‬ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب»، والإخوان لم يقتلوا عدوا مدافعين عن الأرض وتراب الوطن، بل يقتلون من يدافع عن الوطن ويحمي أبناءه، وضحايا الإرهاب ليسوا كفارا أو »‬رويبضة» كما يقولون، بل مؤمنون بالله ورسوله والوطن ويصلون، يصومون ويذهبون إلي المساجد والكنائس، ويؤدون مهمتهم المقدسة في الدفاع عنه بأغلي ما يملكون، فأي مصالحة يطرحون، بينما عصابات الشر تختبئ في سيناء، وتهلل دوائرهم الإعلامية للقتل وإراقة الدماء، فيزداد إصرار الجيش والشرطة علي المضي في الحرب العادلة، حتي تطهير سيناء وكل شبر من آخر إرهابي.
المصالحة معناها المسالمة والعيش الآمن، والانضواء تحت مظلة الدولة والقانون مثل سائر المصريين، لا تكون مع من يحملون السلاح، ويقتلون الأبرياء ويحرضون علي العنف، وترويج هذا المعني الخبيث يهدر دولة القانون، ويمس هيبة أحكام القضاء، فالإخوان ليسوا دولة داخل الدولة، ينازعون سلطتها وقوتها، ثم يجلسون معها علي مائدة التفاوض لفض الاشتباك وإبرام المعاهدات والاتفاقات، ولم يقصهم أحد كما فعلوا مع غيرهم، ولا توجد قيود ليعيشوا كسائر المصريين في سلام، ومن اختار منهم أن يكون مواطنا كغيره من الناس، لم يلحق به ضرر أو أذي، أما من يتآمر ويحرض ويخرب، فيطبق عليه نفس القانون كغيره من الناس، فجنسيتنا مصرية وليست إخوانية، والبلد الذي يحتوينا جميعا هو مصر وليس دولة الخلافة.
معني كلمة مصالحة هي المسالمة والمصافاة وإزالة أسباب الخلاف، والإخوان ينسفون كل الطرق المؤدية إلي ذلك، ونواياهم غير صادقة، ويهللون ويكبرون ويشمتون لأي ضرر يلحق بالبلاد، وسخروا كل ما يملكون لتشويه صورتها في الخارج، لإفساد الانتخابات الرئاسية، وجمعوا عشرات الأجانب ومتعددي الجنسيات المأجورين لإعداد تقارير مزيفة عن حقوق الإنسان، ويرقصون علي دخان مراكز دولية مشبوهة، تقوم بحملات سافرة ضد مصر لحساب من يدفع، ويرددون عبارات سافلة وشعارات وقحة، وأضافت أفعالهم حائطا للصد والرفض لدي المصريين، لأن تصرفاتهم الحمقاء تؤكد إصرار هذه الجماعة علي السير في طريق التآمر حتي نهايته، وتؤكد - أيضا- أن المصريين كانوا علي صواب، حين خرجوا بالملايين لإنقاذ بلادهم من براثنهم.
كتبت في هذا المكان يوم 29 أبريل الماضي أنني لم أصدق يوماً الهلباوي، وكيف أصدقه وهو في عز انتشاره الإعلامي، يزعم أنه منشق عن الإخوان ويهاجمهم، استخدم عبارات خادعة، ظاهرها الهجوم علي الإخوان، وباطنها التأييد الشامل لهم، فلو رجعنا لحديث منشور له بعد 25 يناير يقول فيه »‬أسامة بن لادن رجل محترم وعظيم ومحب للجهاد» واعترف في نفس الحوار بأنه تربطه بأيمن الظواهري »‬أخوة ومودة»، وبينه وبين يوسف ندا »‬أخوة ومحبة».
اعتاد الهلباوي في الأوقات الحرجة لجماعته، أن يصدر تصريحات دخانية، تشتم منها رائحة تسد الأنوف وتعمي العيون، ويظن أنه »‬أذكي إخوانه»، لكن خانه ذكاؤه المحدود، من فرط الاستخدام، وأصبحت مبادرات الصلح أسماكاً ميتة تسبح في مستنقع الأكاذيب ورائحتها كريهة، وتنطلق من أشخاص اعتادوا القيام بأدوار ليست فوق مستوي الشبهات، ويزينونها بأكاذيب وأباطيل وحيل خادعة، ولكن يقظة الرأي العام تبطل دائماً مبادراتهم المفخخة، التي تنفجر فيهم.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف