الجمهورية
سيد ابو اليزيد
مواجهة مخاطر الإعلام الرقمي
اكتساح الإعلام الرقمي لوسائل الاعلام الأخري في اعداد المتعاملين معه يثير قضية مهمة تتعلق بكيفية التصدي "لشطحات"البعض في التعبير عن رأيه تجاه العديد من القضايا دون أن يأخد في الاعتبار الضوابط التي ينبغي الالتزام بها وفي مقدمتها الجانب الأخلاقي والإنساني . وبالتالي تحول ابداء الرأي الي شكل قاس يحمل في طياته الكثير من المخاطر وخاصة ما يتعلق باحترام الخصوصيات .
وربما يري البعض ان حرية الراي في ظل الاعلام الرقمي الجديد مهددة بالانهيار نتيجة غياب الضوابط القانونية في العديد من دول العالم للتصدي للجماهير المتعاملة مع الاعلام الرقمي حيث بلغ اجمالي المستخدمين من الانترنت نحو 4 مليارات متردد من بين 7 مليارات مواطن يسكنون الكرة الأرضية. وذلك وفقا لأحدث الاحصائيات التي طرحها المنتدي الدولي بالمغرب والذي تنظمه جامعة ابن زهر باكادير بقيادة الدكتور عمر حلي رئيس الجامعة والدكتور حسن حمائز رئيس المنتدي وادريس بوريحان المنسق العام للملتقي.
بالفعل التجاوز في التعبير عن حرية الرأي بالاعلام الجديد يتطلب وقفة جادة وخاصة اذا ما علمنا بأن اجمالي التغريدات اليومية علي موقع تويتر يصل الي نحو 100 مليون تغريدة مقابل 500 مليون تعليق في الدقيقة الواحدة علي موقع الفيس بوك.
وربما يستغل البعض الاعلام الرقمي في تحقيق مصالحه الشخصية وفرض انانيته علي مواقع الشبكة العنكبوتية وربما تصل المسألة الي حد درجة المساس بوحدة وطنه ومن هنا تكمن خطورة وسائل الاعلام الجديدة نظرا لما يتمتع به من خصائص وتقنياتحديثة في نقل الاخبار.
ونظرا لان الاعلام الالكتروني في العالم العربي يحظي بأهمية خاصة لارتباطه باستقطاب الشباب وهم فئة عريضة من نسيج مجتمعاتنا والتي تحرص علي التعامل معه حاليا. وبالتالي مسالة التغرير بهم من جماعات وأصحاب مصالح الذين يلعبون لمصالحهم قد تكون واردة.خاصة اذا ما ارتبطت المسألة بدعوتهم لارتكاب العنف والإرهاب.
كما ان اعداد المتفاعلين مع الاعلام الرقمي الجديد والذي يصل تعدادهم الي مليارين و500 مليون مواطن يمتلكون أجهزة موبايل وبالتالي البعض يري انه اثر تمكين أجهزة العمل الصحفي والإعلامي باستغلال خصائص وتقنيات الاعلام الرقمي لنقل الاخبار التي قد تشكل خطورة علي المجتمعات لغياب الاحترافية الصحفية والإعلامية لغالبية هؤلاء المواطنين الذين يمتلكون هذه الأجهزة. مما يتسبب في وقوع العديد من المشاكل وخاصة ما يتعلق بنشوب المعارك الكلامية والتلاسن بين الافراد وبعضهم والاسر وبعضهم والدول وبعضها.
وبالتالي نحن امام وسائل الاعلام معروفة بصحافة الموبايل التي يمكن ان تسير الكثير من الحوادث والأزمات بسب التشويه للاخبار والتي يتسبب غير المحترفين للعمل الإعلامي خاصة في تناولهم وتصديهم للاخبار التي ينقلون قشورها.
اننا بحاجة لتغيير المحتوي بالصحف الورقية حتي تتمكن من مواجهة الغزو الإعلامي الجديد بجانب التركيز علي نوعية الخدمات التي ستقدمها لقرائها حيث ان الهدف في النهاية ليس بقيمة وارتفاع سعر الهاتف المحمول بقدر الحصول علي الخبر غير مبتور او منقوص.
ومن المهم ان ندرك بان وسائل الاعلام الجديدة وما تنتجه من نحو 400 ساعة فيديو علي اليوتيوب كل دقيقة ونحو 100 مليون ساعة علي الفيس بوك ومشاهدة نحو 10 مليارات فيديو يوميا.
ومن المتوقع بحلول عام 2020 ان يصل اجمالي المتابعين نحو 82 في المائة من اجمالي المتعاملين مع شبكة الانترنت وبما يمثل خطورة بالغة اذا لم نتتبهل اعداد دورات للمواطنين الذين يتعاملون مع شبكة الانترنت بنظام صحافة المواطن وبالتالي حجم اعلامي هائل ربما يستهدف إعادة ترتيب العلاقات الشخصية بين بعضنا البعض مستقبلا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف