الشيخ سعد الفقى
الجمهورية .. والإعلام الهادف
ما أحوجنا في هذه الفترة التي تواجه فيها الدولة الكثير من التحديات إلي الإعلام الهادف.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر. فإننا في هذا الصدد نستدعي جريدة الجمهورية التي صدرت في أعقاب ثورة يوليو المجيدة وتحديداً عام 1954 وكانت لسانا لكشف ألاعيب الاستعمار وكانت وقفاتها المستمرة إلي جانب الطبقات الكادحة والمكلومة. كان لابد من إعلام هادف يخدم أهداف الثورة ويرسخ للمبادئ التي نادت بها. ومنها كانت الأقلام التي كشفت الوجه القبيح للاقطاع المتوحش فقد كان الفلاح يعمل في الوسايا والاقطاعيات والمقابل قروش معدودة لا تغني ولا تسمن من جوع. وعلي صفحاتها كتبت المانشتات التي تدعو إلي التحرر وان الأرض لمن يزرعها لاسيما ان الأباء والأجداد هم من بذلوا الغالي والنفيس من أجل تمهيدها واصلاحها. لقد كانت بحق الصوت المسموع للمكلومين ومن عضدهم الدهر بنابه. سميت بالجمهورية لتكون عنواناً لمرحلة الانتقال من الملكية المفسدة إلي الدولة مكتملة الأركان فللمواطن فيها الحقوق التي يقابلها الواجبات. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل كانت لساناً للعمال.. واستنهضت فيهم المواطنة. وعلي صفحاتها كان الآراء التي تم بلورتها في صيغة قوانين حددت العلاقة بين العامل والدولة. وفي مدرسة الجمهورية تخرج الافذاذ من الكتاب والمفكرين وأصحاب الرؤي والأسماء كثيرة. اختلفوا في مشاربهم الفكرية الا انهم كانوا علي قلب رجل واحد عندما يتعرض الوطن للمخاطر والمؤامرات. لم يبع أحدهم قلمه ولم يرتم في أحضان السبوبات والمصالح بل كانوا عناوين مضيئة للاستنارة والترسيخ لكل القيم النبيلة والسامية. ستظل الجمهورية باصداراتها المتعددة نبراساً للصحافة القومية المتجردة والعاشقة لتراب الوطن والمدافعة عبر صفحاتها عن الاستقلال والباحثة عن الحرية المسئولة والمنضبطة. هذا عهدنا بها منذ نشأتها وستظل بأقلام كتابها ومحرريها علي العهد صامدة. رحم الله من أثروا وقدموا عصارة أفكارهم للجمهورية كمؤسسة قوية ومتفردة.. وبارك الله في أعمار من قدموا دون انتظار لمغرم أو مغنم ووفق القائمين عليها.