مسعود الحناوى
اتجاهات أبى أحمد وسد النهضة!
فى إشارة إيجابية .. قال رئيس الوزراء الإثيوبى الجديد أبى أحمد أن سد النهضة لن يلحق ضررا بحصة مصر من مياه النيل, وأن بلاده تتفهم مسألة تقاسم المياه مع مصر والسودان بمسئولية كبيرة, وتحرص على تحقيق الفائدة للخرطوم والقاهرة , وأشار - فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع الرئيس السودانى عمر البشير بالعاصمة الخرطوم الخميس الماضى إلى أن اتفاق المبادئ سيساعد الدول الثلاث على خفض الجانب السلبى وتعزيز المصلحة المشتركة من المشروع .
وتصريحات أبى أحمد السابقة جيدة .. ولكننا سمعنا كلاما كثيرا مشابها لها طوال الأعوام الماضية .. ونتمنى من الإدارة الجديدة فى أديس أبابا أن تبرهن على هذه المشاعر الطيبة بخطوات عملية وتعهدات مكتوبة تؤكد حصتنا التاريخية فى مياه النيل ,وأن يصاحب ذلك إسراع حقيقى فى وتيرة المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث والتى تراوح مكانها منذ فترة طويلة, واتفاق على مدة ملء بحيرة السد وكميات المياه التى تصلنا خلال هذه العملية .
وربما تكشف المفاوضات، التى جرت خلال الأيام الماضية بالعاصمة الإثيوبية بين وزراء المياه والرى بمصر وإثيوبيا والسودان والتى تمهد لاجتماع أوسع بين وزراء الخارجية والرى ومديرى مخابرات الدول الثلاث، عن حجم ونوع التغيير الذى سيطرأ على هذا الملف الحيوى الذى اكتسب أهمية شعبية كاسحة بجانب أهميته السياسية والاقتصادية البالغة. وأخيرا فإننا إذا كنا نأمل أن تكون خلفية رئيس وزراء إثيوبيا الجديد كونه مسلما ينحدر من قبيلة «الأورومو» الأكثر شعبية فى بلاده وأكاديميا بارعا وسياسيا محنكا، عاملا مساعدا لحل هذه المشكلة المستعصية التى وصلت لحد الجمود فى بعض مراحلها وكادت تسبب أزمات حقيقية بين دولنا الشقيقة .. فإننا ندرك أيضا الضغوط الداخلية التى يتعرض لها أبى لاستكمال بناء السد وعدم التنازل عما حققه من سبقوه .. ولكننا نعلم أيضا أننا أصحاب حق أصيل وأن القضية بالنسبة لنا مسألة حياة أو موت .. وندرك أخيرا أن الحل ممكن إذا توافرت الإرادة السياسية والنوايا السليمة !!.