مرسى عطا الله
كل يوم - كفى خداعا للنفس!
ليس بالأغانى ولا بالأحلام أو الشعارات تنهض الأمم وتصحو الشعوب وإنما بالعزم والإصرار فى ساحات العمل والإنتاج بحوافز الرغبة فى صنع التغيير تحت رايات الجدية والإتقان والانضباط.
تنهض الأمم بزيادة عدد المصانع وتوسيع الرقعة الزراعية وتوفير فرصة عمل شريف لكل مواطن وضمان الرعاية الاجتماعية لمختلف الفئات ببناء وتجهيز الأعداد الكافية من المدارس والمستشفيات وفق خطط علمية طموح ومتدرجة فى ضوء القدرات الذاتية للدولة والإسهامات الخيرية للقادرين من أبنائها.
تنهض الأمم بالفهم الصحيح والإدراك الواعى بأن الحاضر ابن شرعى للماضى الذى صنعه الآباء والأجداد ومن ثم لا يجوز لنا أن نتبرأ منه وإنما علينا أن نصوب الماضى لصالح الحاضر ولتأمين الغد الذى سيئول إلى الأبناء والأحفاد.
وليست هناك أمة ـــ مهما يقال عن قوتها وثرائها ــ تملك قدرة النهوض والتقدم بعيدا عن الظروف المحيطة بها إقليميا وعالميا لأن بناء النهضة فى أى وطن مرتبط أساسا بظروف المكان والزمان التى تؤثر سلبيا وإيجابيا على مجريات الأمور ومن هنا تجىء أهمية نسج أفضل العلاقات السياسية والإنسانية مع الأمم والشعوب الأخرى لتعظيم الاستفادة من التطور العلمى والطفرة المعرفية والتكنولوجية.
وأيضا فإن حلم النهوض لأى أمة يظل مجرد حلم ما لم يكن الاستقرار عنوانا للأمة ولست أعنى بذلك استقرار الأمن فقط وإنما أتحدث عن استقرار وثبات السياسات القادرة على رؤية المدى البعيد والمحصنة ضد عمليات التلاعب المصاحب للتغيرات العشوائية والفجائية لإرضاء الأهواء السياسية المتقلبة!.
تنهض الأمم بقدر ما يتعاظم الشعور بالمسئولية ومن خلال تقديم الواجب على الحق وإعطاء الأولوية للعمل لتصدير رسالة تقول: كفى خداعا للنفس بالانسياق خلف الشعارات الزائفة والأحلام المستحيلة التى أضعنا فيها عمرنا!
خير الكلام:
<< لا يغلبن جهل غيرك بك.. علمك بنفسك!