الجمهورية
محمد نور الدين
"منظومة".. الأجيال الواعدة
علي مدي سنوات.. تعالت الأصوات تطالب بتطوير النظام التعليمي.. لإعداد جيل.. يعي ويفهم.. يدرس ويستنتج.. لاسيما وأن المنظومة الحالية بأمراضها المزمنة.. لم تعد تناسب متطلبات العصر.. ولا تتواءم أبداً مع التحديات الشرسة والأهداف المنشودة.. التي تتطلع إليها الدولة المصرية.
فور أن لبت الدولة النداء.. وأعدت نظاماً جديداً يتواكب مع تطورات الحياة.. انطلقت نفس الأصوات.. تعارض وتهاجم.. تسفه وتشوش وتنتقد إلي حد التجاوز.. رافضة خطوات الإصلاح.. مطالبة بإجراء حوار مجتمعي شامل.. والتشاور مع أعضاء لجنة التعليم.. زاعمة أن التطوير المقترح لا يفي بالمطلوب.. بل يمثل خطراً شاملاً علي مستقبل الأبناء.. ويسمح بالطبقية بين المدارس الحكومية.. والخاصة.
كيف يمثل التطوير خطراً علي المستقبل.. بينما النظام الجديد يعيد الحياة إلي الفصول التي هجرها كل من التلميذ والأستاذ.. وانتقلا معاً بموافقة أولياء الأمور إلي المراكز الخصوصية يتعلمون الحفظ والتلقين ويدرسون الحشو والتكرار.. كما يحد النظام من ظاهرة الدروس الخصوصية.. ويسد كل الثغرات التي تتسرب منها الامتحانات.. ويمنع الغش والتحايل.
من أين تأتي "الطبقية".. والنظام الجديد ينسف تراكمات وعيوب الماضي.. ويعيد الارتباط بين الطالب ولغته العربية.. ولم يغفل دراسة الانجليزية منفصلة عن بقية المناهج والعلوم خلال المرحلة الابتدائية.. ثم يعيد "التغريب" إلي المرحلة الإعدادية.. فضلاً علي أنه ينمي قدرات المدرس ويرفع من مستواه العلمي والمادي.. ويسترد له مكانته وهيبته.
أي "انفراد" هذا بالقرار.. وخطة التطوير نتاج جلسات ومناقشات لعدد من العلماء والخبراء.. وفي نفس الوقت عقد الوزير وأعوانه العديد من الندوات.. شرح خلالها الكيفية والتنفيذ بدون التباس أو غموض.. وبدد مخاوف أولياء الأمور.. وعدد مزايا وأهداف المنظومة الجديدة.. مؤكداً أنها مشروع دولة.. وليس اقتراح وزير.
إن "أصحاب المصالح" وقفوا بالمرصاد للمنظومة الجديدة.. وحثوا "أصحاب المصلحة" علي الصدام.. بالتشويش علي قنوات الاتصال.. وبإطلاق المزاعم ونشر الشائعات.. وهنا لابد من المواجهة والتصدي ومساندة الوزير في معركته لتطوير وتحديث منظومة "الأجيال الواعدة".. ويتحقق ذلك بعرض الحقائق. وشرح الخطوات.. وبتفنيد الأكاذيب والافتراءات.. وبتقريب وجهات النظر البناءة.. وإلا استمر التعليم علي حاله من التدهور.. يفرغ "أجيال" غير قادرة علي حمل لواء المستقبل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف