المصريون
حسام فتحى
أصل الداء.. والدواء (جامعاتنا.. إلى أين؟ 4)
. تناولت في المقالات الثلاثة الماضية ما يدور حول منظومة التعليم الفاشلة التي «تعايشنا» معها لأكثر من 5 عقود، وفشل كل محاولات نسفها، و«إفشال» جميع خطط تطويرها، حتى خرجت علينا الحكومة الحالية، ممثلة في الوزير طارق شوقي، بخريطة متكاملة لمنظومة تعليمية جديدة للتعليم ما قبل الجامعي، فماذا عن تعليمنا الجامعي الذي يستقبل ويتلقى مخرجات منظومة التعليم الفاشل؟
مرة أخرى.. بعيدا عن جلد الذات، للأسف لا توجد جامعة مصرية واحدة ضمن أفضل 100 جامعة في العالم، ولا الـ 200 ولا الـ 300 ولا الـ 400!!.. دون الدخول في أية تفاصيل موجعة!!
وحسب تقييم «ويبوميتركس» الدولي، الصادر عن المجلس العالي للبحث العلمي في إسبانيا ويغطي 20 ألف جامعة يسبق جامعة «القاهرة» في الترتيب الأفريقي 5 جامعات كلها من جنوب أفريقيا، وتحتل «القاهرة» المركز الرابع عربيا ويسبقها 3 جامعات سعودية، وذلك حسب التقييم المعتمد على قياس أداء الجامعات من خلال مواقعها الإلكترونية ضمن معايير الحجم والأبحاث المنشورة والتأثير، والمنشور في يناير 2018، وهناك طبعا تصنيفات أخرى معروفة.
فماذا نحن فاعلون لتطوير جامعاتنا؟
يحسب للحكومة الحالية إعلان وزيرة التخطيط د.هالة السعيد أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية 2019 /2020 ستشهد توجيه 29 مليار جنيه 30% منها لدعم وتطوير التعليم و20% للبحث العلمي،.. لكن ذلك لا يكفي!!
ثم جاءت موافقة مجلس الوزراء على مشروع إنشاء الجامعات الأجنبية داخل مصر «لعل وعسى» تخف ضغوط «طبقة» بعينها على الجامعات الحكومية، مع العلم أن مصر لم تشهد إنشاء جامعة مستقلة حكومية جديدة منذ أكثر من 40 عاما، وللتوضيح فإن لدينا 3 أنواع من الجامعات: «الحكومية» كالقاهرة والاسكندرية وعين شمس، و«الخاصة» المملوكة لشركات كوّنها أفراد وتهدف إلى الربح، و«الأهلية» التي أنشأها أفراد وجهات بتبرعات، ولا تهدف للربح بل يعاد ضخ أية أرباح تحققها لتطوير الجامعة، مثل: الأمريكية، النيل، زويل.
ورغم أن عدد الجامعات الخاصة والأهلية يساوي تقريبا الحكومية، إلا أن طلاب «الخاصة والأهلية» أقل من 10% من إجمالي طلاب الحكومية، الأمر الذي يوضح حجم الكثافة الهائلة في الجامعات الحكومية، وما ينوء به كاهلها من «حمل» ثقيل يحرمها من القيام بالدور المطلوب.
وأعتقد أن على معالي وزير التعليم العالي «مفاجأتنا» بخطة لإنقاذ الجامعات المصرية، واستعادة أمجادها،.. وإعادة «الهيبة المفقودة» لسمعة خريج الجامعة!!.. ونحن في الانتظار.
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف