الأخبار
محمد السيد عيد
مثلث ماسبيرو.. ومستطيل الوكالة
الوصل والفصل

أنا من المتحمسين جداً لهدم مثلث ماسبيرو وإعادة تخطيطه وبنائه ليكون منطقة سياحية وترفيهية جديدة في قلب القاهرة. أقول ذلك وفي ذهني المنطقة السياحية الجديدة في استانبول، فقد اختار الأتراك منطقة متميزة في استانبول وقاموا بتخطيطها لتكون منطقة سياحية وترفيهية، أقاموا فيها الفنادق، والأسواق، والبنوك، ومحلات الصرافة، والمقاهي والمطاعم، والملاهي، ودور العرض السينمائي، والمسرحي، ومعارض الفن التشكيلي، ومحلات بيع الملابس، والجلود، والذهب، والفضة، والتذكارات، وكل ما يفكر السائح في اقتنائه. وأغلقوا المنطقة أمام وسائل المواصلات، اللهم إلا الأتوبيسات التي تنقل السياح من المطار للفنادق، وسيارات نقل القمامة، التي تأتي عادة مبكرة قبل أن تبدأ الحركة في الشوارع. هذه المنطقة لا تعرف النوم ولا الهدوء. وأغلب روادها من العرب، وقد صار اسم حي تقسيم وشارع الاستقلال من أشهر الأسماء التي تتردد علي ألسنة السائحين العرب الذين يزورون هذه المنطقة.
في رأيي ألا يبقي من المباني الحالية في مثلث ماسبيرو سوي أربعة مبانٍ، هي : هيلتون رمسيس، وملحقه، ومبني ماسبيرو، ووزارة الخارجية، أما ماعدا هذا فيجب أن يزال تماماً، دون أن نضعف أمام أصحاب المحلات أو العمارات الموجودة في شارع 26 يوليو، ولا أمام نواب الدائرة. المخطِط يجب أن يتمتع بحرية تامة حين ينظر لهذه المنطقة لتكون منطقة سياحية وترفيهية حقيقية.
ولكي تكتمل المنطقة السياحية والترفيهية يجب ألا يقتصر الأمر علي مثلث ماسبيرو، بل لابد أن يمتد ليشمل مستطيل وكالة البلح، وأعني به الجانب الآخر من شارع 26 يوليو، بامتداد الكورنيش من الوكالة حتي هيئة الكتاب، وامتداد شارع الجلاء من مستشفي الجلاء حتي رمسيس، فهذه المنطقة يجب أن تكون المرحلة الثانية من المشروع، وأن يوضع التخطيط للمنطقتين معاً حتي يكون هناك تكامل بينهما. لأنك بمجرد أن تتجاوز شارع 26 يوليو من الناحية الأخري لن تجد ما هو أفضل من منطقة جركس التي أزيلت، بل ستجد أزقة ضيقة، ومنازل متهدمة، ومحلات لبيع قطع غيار السيارات المستعملة، ومخازن منذ أن كانت منطقة بولاق ميناءً نهرياً. ومناظر لا تسر. أعلم أن القرارات اللازمة تحتاج إلي شجاعة، وستلقي مقاومة شديدة، لكن إعادة صياغة هذه المنطقة، لتكون قلب القاهرة الجديد، مسألة يجب ألا تتأخر، وألا تخضع للضغوط ولا للعشوائية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف