الأخبار
عبد القادر شهيب
وعد ترامب !
شيء من الامل

اهتم الرئيس الأمريكي ترامب وهو يعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع ايران ان ينبه الي انه رجل يفي بما يعد به !.. غير انه من الصعب ان نشاركه هذا الرأي، لانه لم يف فقط سوي بثلاثة من وعوده التي أطلقها اثناء الحملة الانتخابية، بينما تجاهل او نسي بقية وعوده الاخري وهي ليست قليلة، بعضها داخلي، وبعضها خارجي، ومنها ما يهمنا نحن.
لقد اهتم ترامب في الشهور السبعة عشر التي قضاها داخل البيت الأبيض الأمريكي ان ينفذ وعده للاسرائيليين بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وفي غضون بضعة ايام سوف ينقل سفارة بلاده اليها فعلا غير مكترث برفض فلسطيني وعربي واعتراض عالمي واسع وتحفظ حتي أقرب حلفاء امريكا.. وقبل ذلك نفذ ترامب وعده بأن يجعل عدداً من الدول العربية تدفع له بسخاء الكثير من الأموال في أشكال شتي ثمنا لما يعتبره حماية أمريكية لها.. وهاهو ثالثا ينفذ وعده الثالث الذي أطلقه اثناء حملته الانتخابية بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني رغم رفض بقية الدول الأربع الأوربية المشاركة في هذا الاتفاق، وكذلك اعتراض روسيا، ومطالبة كل هذه الدول إياه بالتريث والاستمرار في الاتفاق مع الدخول في مفاوضات جديدة مع ايران لتوسيعه ليشمل برنامجها الصاروخي وتدخلها في أمور غيرها من دول الإقليم بحثا عن مراكمة مزيد من النفوذ.
وفي مقابل هذه الوعود الانتخابية الثلاثة التي اوفي بها ترامب فإن هناك وعوداً اخري عديدة تجاهل الوفاء بها أو علي الأقل لم يهتم بذات القدر بأن يحققها
ولعل ابرز الوعود الداخلية التي لم يحققها او يفِ بها هو وعده الشهير بالزج بمنافستها هيلاري كلينتون في السجن عقابا لها علي تسريبها وثائق الخارجية الامريكية، وأيضاً وعده بطرد ملايين المهاجرين إلي الولايات المتحدة.
اما ابرز وأهم وعوده الخارجية إلي لم يحققها او يفِ بها هو وعده بتحسين العلاقات الامريكية الروسية والتعاون بين بلاده وروسيا في سوريا، وأيضاً وعده بدعم ومساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب.. فبدلا من التحسن في علاقات أمريكا مع روسيا ساءت هذه العلاقات أكثر عندما أصدر هو شخصيا قرارات عقابية ضد روسيا أكثر مما فعله سلفه اوباما الذي كان يعيب عليه توتير العلاقات الامريكية الروسية.. وبدلا من ان يدعمنا في حربنا ضد الاٍرهاب أصدرت ادارته قرارا بتخفيض المساعدات العسكرية الامريكية التي تقدمها امريكا لنا منذ إبرام اتفاقية كامب ديفيد في أواخر السبعينيات من القرن الماضي، وفي ذات الوقت قام هو وأركان حكمه بدعم دول ترعي الارهاپ وتساعده بالمال والسلاح والملاذ الأمن والغطاء السياسي ايضا مثل قطر، بل أنه طلب منا نحن الدول المقاطعة لها إنهاء هذه المقاطعة وأمهلوا لتحقيق ذلك حتي شهر سبتمبر المقبل.
وهكذا.. ترامب لا يفي بكل وعوده، وإنما يفي فقط ببعضها ويتجاهل بقيتها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف