الأخبار
كرم جبر
إيران وأمريكا ولعبة الشطرنج !
إنها مصر
قبل أن يرحل عن البيت الأبيض بأيام، أدلي الرئيس أوباما في مارس 2016، بأخطر حديث في تاريخ رئيس أمريكي، رسخ فيه الوجود الإيراني في المنطقة، وأنها قوة إقليمية كبري، وطلب من السعودية وإيران أن يتعايشا معاً في نوع من السلام البارد، وأن يتقاسما النفوذ في المنطقة.
أوباما هو السبب في استشراء النفوذ الإيراني، وهو صاحب الاتفاق النووي مع إيران، الذي أطلق جنون النووي، وفك الحظر المفروض علي مليارات الدولارات من الودائع الإيرانية في الغرب، وعندما أرادت واشنطن أن تصنع ربيعاً عربياً في منطقة الخليج، استخدمت إيران والشيعة في محاولة الانقلاب علي الحكم الفاشلة في البحرين، وتصدت السعودية لذلك، وقادت جيوشاً خليجية ضربت التمرد، وأعادت الأمن والاستقرار إلي المنطقة.
أوباما هو الذي قام بتغيير مسار العلاقات الأمريكية الإيرانية، من العداء إلي التقارب، ومن المواجهة إلي الاتفاق، وتحولت أمريكا التي كانت تجهز جيوشها لضرب إيران، إلي دعم لجعلها قوة إقليمية كبري في المنطقة، بعد إبرام سلام بارد مع السعودية، والصمت التام إزاء إسقاط طهران لأربع عواصم عربية، والإفراج عن قرابة 180 مليار دولار، والجملة الشهيرة التي قالها أوباما في حديثه الخطير لمجلة »ذي أتلانتك»‬، أن أمريكا سوف تنسحب سياسياً وعسكرياً من الشرق الأوسط، لمناطق أكثر أهمية في آسيا.
أوباما خطط لأن تترك أمريكا الشرق الأوسط بعد خراب مالطا، بعد أن يترك إيران حارساً جديداً يعربد في المنطقة، ويكون شوكة في ظهر دول الخليج، ولم تكذِّب إيران الخبر ومدت نفوذها وتآمرها إلي اليمن، وتقود الحرب من وراء الستار، وتمد الحوثيين بالصواريخ التي تطلقها من حين لآخر علي السعودية.
وجاء ترامب لقلب المائدة، ويفجر صراعاً ساخناً، بدلاً من السلام البارد الذي سعي إليه أوباما، ومن الغرائب والعجائب أن ترامب الذي يريد الصلح مع كوريا الشمالية، يعلن الحرب الباردة علي إيران، وكأن خريطة الصراع في العالم أصبحت لوحة شطرنج يؤديها لاعب واحد، ويختار القطع الخشبية التي يضحي بها، وهو الذي يحدد متي تنتهي اللعبة.
إيران ستظل الرقم الغامض في معادلة السياسة الأمريكية في المنطقة، فخلال حكم بوش الابن كانت الشيطان الأكبر، وجهز قوته لضربها بالصواريخ الرهيبة، وهدم بنيتها الأساسية وإعادتها إلي القرون الوسطي.. وتأرجح الموقف الأمريكي بعد ذلك بين التقارب »‬أوباما»، والعودة إلي المواجهة »‬ترامب»، في كل الأحوال تظهر إسرائيل علي المسرح، وتجهز نفسها لمواجهة عسكرية علي الأقل في الأراضي السورية.. رغم أن المنطقة لا تحتمل حروباً جديدة.. فيها ما يكفيها.
●● صلاح الدين الأيوبي: مات وعمره 56 سنة، وكان يشكو من الحمي والمغص المعوي والصداع والنزيف وعسر الهضم وفقدان الشهية، وفي اليوم السابع من المرض أصبح مشوش الذهن، وفي اليوم الحادي عشر بدأ العرق يتصبب منه بغزارة، وفقد الوعي تدريجياً حتي مات.
جمعية أمريكية تبحث أمراض الشخصيات التاريخية، عرضت بحثاً عن المرض الذي أصابه في مؤتمر علمي، يهتم بدراسة أسباب موت المشاهير، وجمعت معلومات كاملة عن مرض صلاح الدين الأيوبي، بعد 800 سنة من وفاته، وأكدت أنه لم يمت بالجدري ولا الطاعون ولا السل، كما جري وصف حالته، ولكن بحمي التيفود، بسبب إصابته ببكتيريا السالمونيلا.
جذبني هذا البحث بشدة، لأن كثيرًا من المشاهير والزعماء في بلادنا ماتوا دون معرفة الأسباب، حتي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تتضارب الأقوال والشهادات حول أسباب وفاته.. ولعل التاريخ يكشف ما في باطنه من أسرار.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف