الأخبار
محمد عبدالوهاب
كل سبت - خدعة قرار ترامب

طبيعة العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران باتت محيرة. طهران تسعي لامتلاك السلاح النووي وواشنطن تتفرج في الوقت الذي سلمت امريكا العراق لإيران عبر القوي والميليشيات الطائفية والمسلحة بعد أن أسقطت نظام صدام حسين عام 2003وتساهلت واشنطن من قبل مع البرنامج النووي الإيراني وهويبني أمام العالم في حين أنها لم تتسامح مع البرنامج العراقي وغزت بغداد ونشرت الارهاب بالمنطقة حتي اليوم بل إنها حرصت علي اجراء مفاوضات مضنية مع طهران توصلت في نهايتها إلي اتفاق معها في هذا الشأن في عهد إدارة أوباما قبل ثلاث سنوات ثم اعلن ترامب الانسحاب منه الاسبوع الماضي أيضاً ما الذي جعل الإدارة الامريكية تسمح وتبارك صعود نفوذ الخوميني في سوريا قبل التدخل الروسي بحيث بات نفوذ إيران يشمل مجمل الخليج العربي اضافة الي العراق ولبنان مروراً بسوريا؟
سياسة متخذي القرار في واشنطن حافظوا طوال السنوات السبع الماضية علي اتباع سياسة محددة وهي عدم تمكين أي من الطرفين أي النظام والمعارضة بسوريا من تحقيق نصر علي الآخر والحفاظ علي الصراع في سوريا لا نهايته وجعل سوريا منطقة تصارع بين القوي الدولية والإقليمية الأخري بوضعها في مواجهة بعضها خاصة روسيا وإيران وتركيا وبالتالي تركها تستنزف بعضها وتوظيف صعود ميلشيات الخوميني من العراق إلي سوريا في استنزاف وابتزاز دول المنطقة بحجة الخطر الايراني وهوالدور الذي لعبته إيران عن جدارة مقدمة في ذلك خدمة مجانية لإسرائيل لم تقدمها لها اي دولة أخري في تاريخها.
والسياسة الامريكية تجاه طهران باتت تشهد بعض المتغيرات في الفترة الأخيرة وهذا لا يتعلق بانهاء الاتفاق النووي الموقع مع إيران أوفرض مزيد من العقوبات عليها بل يشمل تحجيم طهران في سوريا ولن يصل إلي حد كسر يد نظامها ولا إعادته إلي داخل حدوده لان دور إيران في المنطقة ما زال قائماً خصوصاً أن نظام إيران مستعد لتقديم هذه الخدمة لذلك علينا الاننخدع بقرار ترامب بل وصعوبة قيام حرب اقليمية وان كان الخطر موجودا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف