محمد الحداد
معان ثورية دأب الأدب مع الله في الاستغفار والمناجاة
الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم تصفي النفس البشرية .. وزوال الكون أهون علي الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين .. وتتحقق الوعود الربانية بالالتزام والتمسك بأدب الاستغفار والدأب عليه فحين نقول »حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».. يأتي الوعد الرباني »فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ» واعلم ان كل مايخيفك دون قوة الله فإذا اصابك الغم والهم عليك ان تقول: »لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ» يأتي الوعد الرباني »فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ» وإذا مكر الناس بك .. افزع الي الله وقل: »وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَي اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ» فيأتي الوعد الرباني »فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا».. واذا ضاق بك الرزق فقل »مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ» .. انت بهذا تسمع لكلام الله كأنه يحدثك الحزن والهم والغم من الشيطان.. لا تحكم علي ربك.. فليس هناك أكرم من الله سبحانه وتعالي.. وهو ارحم الراحمين وهو ارحم بك من نفسك التي بين جنبيك.. فاذا عشت بحسن الظن بالله وتأخذ بوصية الله ان الحزن من الشيطان وكنت مع الله والثقة في رحمة الله فسيرفع عنك ما انت فيه.. فلا تلتفت الي هذه الأحزان ولا تلتفت الي هذه الاشجان فسرعان ما يذهب عنك كيد الشيطان.. لا يهلك الا هالك.. كن دؤوبا مع الله مؤدبا مع الله ولا تحكم علي نفسك بالهم والغم والنصب والوصب.. هي وصايا الله وكلامه من فوق سبع سماوات.. لا بالتحلي ولا بالتمني إنما بحسن الظن بالله وإذا اشتد الكرب هان واظلم ساعات الليل ما قبل الفجر وبزوغ النور
وأعلم أن أنين المريض عند الله كأنه سجع المسبحين وانين المستغفرين التائبين العائدين الي الله كأنه تسبيح الساجدين واستغفارهم الأمر كله بيد الله فكن لله مع الله بالله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم