الوفد
علاء عريبى
أسئلة سامي عبدالراضى
الأسئلة التي طرحها الزميل الشاب سامى عبد الراضى حول جريمة مدينة الرحاب فى مقال له نشر، أمس، بموقع جريدة الوطن، على قدر كبير من الأهمية، وتعد بداية حقيقية للصحافة التحليلية للجريمة، وهذه النوعية من المقالات تفتقر إليه بالفعل الصحافة المصرية والعربية بشكل عام.
لا شك أن جريمة الرحاب، التي قتل فيها أفراد أسرة كاملة بطلقات نارية فى الرأس، شغلت الرأي العام فى مصر وفى الوطن العربي، لوقوع الجريمة داخل الفيلا التى يسكن فيها الضحايا، وهذه الفيلا تقع فى مدينة مسيّجة بأسوار وبوابات، ويحافظ على أمنها العشرات من أفراد الأمن.
منذ أن تم اكتشاف الجريمة والآراء تختلف حول توصيفها.
في البداية، وصفتها الشرطة بالانتحار، بعد أيام تشككت فى التوصيف، وقيل ربما جنائية، فالرصاصات التى استقرت فى رأس رب الأسرة تؤكد أنها جريمة قتل، فكيف ينتحر إنسان بثلاث رصاصات فى رأسه؟، هذا مع أن الواقعة منذ اكتشافها تضمنت بعض الشواهد التى تميل بها إلى توصيف الحادثة بالجريمة، حيث إن الكشف الأولى أو الظاهري للجريمة أكد وجود رصاصتين في رأس الأم والأبناء، والثابت أن رصاصة واحدة بالرأس كافية لموت الإنسان والحيوان.
لماذا أطلق الأب رصاصة أخرى؟، والسؤال الأهم هو: لماذا لم يهرب باقى الأولاد عندما بدأ الأب في قتل أولاده؟، لماذا استسلموا له وقبلوا أن يرى أحدهم شقيقه ووالدته وشقيقته تموت برصاصتين فى الرأس؟، هل خدرهم قبل قتلهم؟، هل اتفقوا على الانتحار؟، وكيف انتحر الأب بثلاث رصاصات في رأسه؟، هل الرصاصة الأولى لم تقتله ولا حتى الثانية؟.
مقال الزميل النابه سامي عبدالراضى يتضمن العديد من المعلومات التى لم نسمع عنها من قبل، مثل: الصراع على أرضى أوقاف، رسالة تهديد بمهلة لمدة 48 ساعة، مشكلة الفيلا التى يقيمون بها، إخبار الابن لأصحابه بالكلية إمكانية مقتل أفراد أسرته فى أى لحظة، السيطرة على كلب الأسرة الشرس.
هذه المعلومات بالطبع تلقى بظلالها حول نوعية الواقعة وتوصيفها، وحول كيفية جمع خيوطها: الشهود، الخصوم، المكالمات، والحكايات، والبصمات، ونوعية السلاح والرصاص، ومسافة إطلاق الرصاص، ومكان العثور على الجثث، كل هذه المعلومات توضح الصورة، وتكشف لغز الجريمة.
والصحافة المصرية فى حاجة ماسة إلى هذه النوعية من المقالات التحليلية، التي توضح الصورة للقارئ، وتشجعه على التفكير والمشاركة في البحث عن حل للجريمة أو الواقعة، بعيدا عن الأخبار التي يتلقاها بشكل سلبي وهو نائم فى السرير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف