الأخبار
وليد عبد العزيز
الحياة «مش» زيت وسكر
شد وجذب

حالة من الانفلات في الأسعار تشهدها الأسواق هذه الأيام بحجة اقتراب ارتفاع أسعار الطاقة مع بداية الموازنة الجديدة..بعض التجار قرروا زيادة الأسعار قبل الهنا بسنة بحجة أن هناك تحريكا للأسعار وانه من الطبيعي أن يحدد التاجر السعر الجديد للسلعة بعد رفع أسعار البنزين والكهرباء والتي يترتب عليها ارتفاع أسعار النقل..الغريب أن الحكومة تستشعر هذه الزيادة وتتعامل مع الموقف وكأنه أمر واقع..وبالتأكيد بعد إقرار الزيادة والتي أري أنها طبيعية لاستكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أنقذ مصر من الإفلاس سيخرج علينا كبار المسئولين ليؤكدوا أن كل شيء تمام وأنه سيتم طرح كميات إضافية من الزيت والسكر بالمجتمعات وبأسعار رخيصة لإجبار التجار علي خفض الأسعار..السادة المصابون بقصر النظر لا يعرفون أن جميع السلع بلا استثناء شهدت وستشهد ارتفاعا فوضويا لا يتناسب ابدا ونسبة الزيادة التي ستشهدها اسعار الطاقة..ستجد الطبيب يرفع سعر الكشف والمدرس المفتري سيزداد جشعا وبائع الملابس وحتي الصنيعي سيضاعف اجره بحجة ان كل حاجة بقت غالية..في أوربا والدول المتقدمة يا سادة يا اصحاب العقول المستنيرة الحكومات دائما ما تطلق حملات توعية للمواطنين وتعلمهم بنِسَب الزيادة ومردودها علي الأسعار من خلال برامج تحدد السعر الحقيقي للسلعة او الخدمة بعد الزيادة المرتقبة..وهناك أدوات اخري مهمة منها جمعيات حماية المستهلك والتي تتمتع بمصداقية عالية وقوة تمكنها من التدخل لوقف حالات الانفلات في الاسعار لو كانت هناك ظاهرة عامة انتشرت في الاسواق..الزيادة في اسعار السلع يجب ان تتناسب مع نسبة الزيادة في اسعار الطاقة ويجب أيضا اعادة النظر في دخل المواطن المطحون الذي تحمل إجراءات تحرير سعر الصرف وتعديل اسعار الطاقة وزيادة اسعار جميع الخدمات دون الحصول علي اي زيادة مؤثرة في الدخل تجعله يتحمل توابع الزيادات السابقة والمحتملة..لو ان هناك رقابة حقيقية وأدوات فاعلة تحكم حركة السوق وشيئا من الضمير عند اي تاجر اوبائع لخدمة سوف يستطيع المواطن تحمل تحريك الاسعار مع ضرورة مراجعة الحد الأدني والأقصي للأجور ومنح المواطنين علاوات إضافية تساعد علي امتصاص الصدمات..اعرف جيدا اننا اقتربنا من الانتهاء من جرعات الدواء المر ولكن علي الطبيب ان يراعي الحالة النفسية للمريض لأنها الجزء الأهم والأكبر في استكمال العلاج..دعونا نتعامل بضمير ولا نسمح لأنفسنا باستغلال بَعضِنَا البعض لأننا جميعا في مركب واحدة وبالفعل اقتربنا من الوصول إلي بر الأمان..كل عام ومصر واهلها بخير وأتمني ان يكون شهر رمضان بداية حقيقية للتجار لإغلاق صفحة الاستغلال والجشع.. وتحيا مصر.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف