الأخبار
الهام ابو الفتح
رمضان.. وبؤساء الثانوية العامة
لحظة صدق
كل عام وأنتم بخير.. أيام ويبدأ شهر رمضان المبارك أتمني أن يتقبل الله صيامنا وقيامنا وأن نكون أكثر عملا وعبادة وألا نتكاسل ولا نتواكل..
كالعادة تهب نسائم الشهر الكريم بما تشتهي الانفس ومالا تشتهي..وهذا العام بالذات يأتي رمضان مشحونا بقضايا قديمة حديثة، وكل القضايا لها مبرراتها ولها ضحاياها بدءا من تذكرة المترو، حتي تشفير مباريات كأس العالم وحق رعاية منتخبنا الوطني وماذا جري لحلم اسمه محمد صلاح.. إلا مشكلة الثانوية العامة التي تهم كل بيت، آلاف الاسر وأبناؤهم سيعانون من الامتحانات التي تبدأ وسط الشهر الفضيل وتستمر حتي بعد العيد، مع الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة.. ومع الحديث عن نظام التعليم الجديد وأن الامتحانات ستكون تراكمية وعلي ثلاث سنوات بدلا من عام واحد.. ستزداد المعاناة وسيظل بعبع الثانوية العامة يطاردنا ويقع فريسة له المزيد من البؤساء.. وهي قضية ينبغي الا تفوت اذا كنا جادين في أن يكون التعديل الاخير هو آخر التعديلات ومعركة الثانوية هي أم آخر المعارك، والا يكون مرهونا بوجود وزير أو تغيير وزارة.. لأن مفتاح مصر إلي المستقبل المشرق والتقدم الحضاري مرتبط باستراتيجية ثابتة للتعليم في مصر، ليس من أجل 20/30 بل أيضا 20/50 و60 و70 و80.. ولذلك يجب طرحه للنقاش من كل الجوانب دون حرج من التسليم بمبدأ الإمام الشافعي (رأيي خطأ يحتمل الصواب ورأي غيري صواب يحتمل الخطأ ).. فأنا لا أختلف مع الوزير طارق شوقي في أن النظام الحالي هو الفساد بعينه علي مستوي العالم المتحضر وفي تاريخ التعليم الرسمي المصري، لأنه قائم علي الحفظ والتلقين، وقتل قدرات البحث عند الطالب وقتل الإبداع في كل شيء إلا الغش، وبمجرد أداء الامتحان ينسي الطالب كل ما درسه، والمستفيد الوحيد هم تجار الدروس الخصوصية ومافيا التعليم الخاص.. لكن النظام الجديد الذي صدر قرار به ويبدأ تطبيقه بعد شهور قليلة يحتاج إعادة نظر، فهو حتما سيوزع العبء علي ثلاث سنوات بدلا من سنة واحدة وبدلا من محاربة الغش لعام واحد سيصبح الغش هو السند الوحيد للطالب للحصول علي مجموع كبيرعلي مدي ثلاث سنوات.. خاصة أن نظام التنسيق لن يتغير وسيظل كما هو.. مكتب تنسيق يدوي أو إلكتروني، وسباق بين الأوائل للحصول علي مكان في كليات القمة، والفيصل الوحيد هو المجموع.. صحيح أن الدكتور طارق شوقي قد أعطي ضمانات وإجراءات للقضاء علي الغش فأعمال الامتحانات ستتم بشكل إلكتروني، وسيكون هناك كتاب مفتوح وبنك أسئلة و(الأجهزة) ستكون وسيطا لنقل تلك الأسئلة للطالب، كل هذه إجراءات مهمة ومطلوبة ولكن هل تم القضاء علي مافيا إبقاء الحال علي ما هو عليه في وزارته الذين يستفيدون من الدروس الخصوصية، وهل يضمن النظام الجديد أن الباب الملكي للنجاح في دخول كليات القمة لن يكون المجموع الأعلي، ولكن الكفاءة القائمة علي المهارات والقدرات والمواهب، بحيث يكون الالتحاق بالكلية المناسبة ليس بمدي قدرته علي الاستغناء عن الكتاب المدرسي، وحجم ما أنفق من أموال ونوع التابليت بل يكون مرهونا بالكفاءة، ألم يلاحظ معالي الوزير أن أعلي الأصوات رفضا كان من أولياء الأمور وأن سببه هو عدم فهم ما يجري، لماذا لا يخصص لهم وقت كاف لرفع درجة الوعي بالنظام الجديد خاصة وهم حجر الزاوية في نجاحه أو فشله؟
والسؤال الأخير مرتبط بالوزير نفسه فقد بدأ منذ سنة اختبار طرق التدريس الحديثة والعلاقة بين الطالب والأستاذ والكتاب المفتوح في بعض المدارس، لماذا لا يبدأ هذا العام تطبيق النظام الجديد رسميا في بعض المدارس أو في إدارة تعليمية محددة تحت إشراف ومراقبة مجموعات من الخبراء النفسيين والتربويين وخبراء المناهج وأولياء الأمور، ثم تقييم التجربة ليبدأ تعميمها بعد إثبات نجاحها ومعالجة أوجه القصور فيها ؟!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف