اذا كنا نريد التطور السريع و تحقيق معدلات انجاز اعلي في مختلف المجالات فلابد من اعلان الحرب الشاملة علي الفساد بعد ان استشري وأصبح احد اخطر معوقات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والادارية والبشرية.
لم يصل الفساد الي "الركب" و انما تجاوزها بمراحل و وصل الي "الرقبة" وانتشاره الي هذا المعدل الخطير يعود الي اكثر من اربعين عاما ماضية تركت فيه الحكومات السابقة الحبل علي الغارب لكل اشكال الفساد فتفشي وانتشر كالسرطان في كل ركن وضرب مفاصلنا الحكومية واصابها بالعجز والشلل الا ما رحم ربي والازمات الخطيرة التي تنشأ منذ سنوات قليلة فجأة في المرافق والخدمات العامه نتيجة طبيعية لتداعياته وتتحمل الاجهزة الحكومية الحالية تبعاته وتدفع ثمن اخطاء لم ترتكبها وانتقادات شديدة لمنشآت لم تنفذها.
لم تكن هناك ارادة حقيقية لمحاربته والسيطرة عليه وفي بعض الاحيان كان هناك احساس لدي الناس ان تركه يتفشي وينخر في المجتمع مقصود ورغم الشعارات الرنانة التي كانت ترتفع بين الحين والآخر عن مكافحته الا انها لم تكن جادة ولم يصدقها احد فما كان يرونه من تصريحات اعلامية يحدث عكسها في الواقع واصبح لكل خدمة ثمن محدد من يريدها عليه ان يدفع "المعلوم" ونتيجة ذيوعها لم يعتبرها الموظف "رشوة" وانما تسعيرة يجب دفعها ومُبرر الموظف المرتشي ان مرتبه لا يكفيه وكل موظف كبيرا أو صغيرا كان له تسعيرته.
الحمد لله ان الرئيس عبدالفتاح السيسي عندما تحمل المسئولية كان يدرك اعراض هذا المرض واخطاره علي جسد الدولة فكان حازما و حاسما منذ أول يوم في مكافحة الفساد لانقاذ الدولة من تداعياته وأصبحنا لا نفاجأ إذا استيقظنا في الصباح علي اخبار القبض علي وزير أو محافظ متلبسا بالفساد بالصوت والصورة فقد شاهدنا اكثر من نموذج يحاسبون بالقانون امام المحاكم ونحن مطمئنون الي أنه لا احد سيفلت من العقاب مع عزم وتصميم الرئيس السيسي علي مطاردة الفاسدين وعدم ترك اية ثغرة ينفذ منها لصوص المال العام.
ونحن اكثر اطمئنانا الآن انه لا مكان لأي فاسد في المرحلة الحالية مع تحمل جيشنا العظيم مسئولية تاريخية في الاشراف والمشاركة في بناء وتشييد المشروعات القومية الكبري ومع وجود عيون ساهرة لاتنام ورجال وطنيين أفذاذ في جهاز الرقابة الادارية فإن أي منحرف سيفكر مليون مرة قبل السقوط في بئر الفساد و لهذا نجد فاسدين يتساقطون يوميا في عمليات ضبط مكتملة الاركان.
تحية للرجال الأفذاذ في حربهم علي حلف الفساد.