الجمهورية
على عبد الغنى الفقى
أقبل إلينا يا رمضان
"يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم".. لقد استدار الزمان.. وبعد أيام قليلة يأتي إلينا رمضان.. ونحن نناجيه.. أقبل هلال رمضان.. إن الأبصار إليك شاخصة.. تستشرف إلي رؤيتك.. وليكن مطلعك علي الإسلام بالعزه والنصر كما كنت من قبل.. حين أعز الله المسلمين في بدر.. وحين نصرهم في يوم الفتح.. وفي عين جالوت وفي العاشر من رمضان.. وعلي المسلمين رجوعاً للمجد.. يوم أن اقاموا دنيا العدل.. وحرروا الضمير الإنساني ووقف قائدهم يناشد البحر.. "أيها البحر لو علمت أن وراءك أناس من البشر لخضك بفرسي هذا غازياً في سبيل الله" وعلي مصرنا أمناً ورخاءً ونعمة.. وعلي العباد يمناً وإيماناً ومحبة.. وعلي الأرض نوراً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وظلاماً.
أقبل إلينا حتي يعرف الانسان مكانته.. وأنه مخلوث وسط.. فيه من الملائكة وروحانيته.. ومن السباع بطشها.. ومن الحيوانات شهوتها.. ولكي يعلم الانسان انه حينما يفقد الروح فإنه يفقد القيم.. فلا يعرف للعدل طمعاً.. ولا يقيم للحق وزناً.. وحينما تأتي يارمضان تضع ميزان الحق مكان ميزان القوة.. وقانون اللين والرفق والعطف والرحمة.. مكان البطش والقوة والقسوة.
اقبل هلال رمضان لتمتليء بيوت الله إيماناً وروحانية.. فلا تخلو المساجد معك من قائم أو راكع أو ساجد.. أو ذاكر أو قارئ.. في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه. يسبح له بالغدو والآصال.. ولتطهر قلوبنا من الغل والحقد والشحناء.. ولتكن فرحة للمسلمين تثمر فيك شجرة الحق.. ينمو فيك الإيمان وتحببه إلينا وتزينه في قلوبنا.. وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.
الصفحة السابقة
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف