محمد حسين
عند مفترق الطرق لماذا نهاجم الإعلام ؟!
عندما تغيب المعلومات الصحيحة، تغيب معها بالتبعية الحقائق كاملة، وتتحول الحياة إلى غرفة مظلمة، تمتلئ بالأشباح والأوهام والأكاذيب والشائعات، وترتسم على جدارها ظلال باهتة للحقائق، لا يمكن اصطيادها مهما بلغت براعة المطاردة، فيضطر الناس إلى تفسيرها حسب أهوائهم وهواجسهم وأحلامهم.
الذين يهاجمون الاعلام، ويكيلون له الاتهامات المختلفة، تغيب عنهم حقيقة لازمة، وهى أن الإعلام فى كل أحواله وكل أشكاله، يعتبر صورة صادقة للمجتمع، فعلى حسب ما يكون المجتمع يكون الإعلام.
إذا كانت عملية نقل المعلومات والحقائق، هى الوظيفة الأساسية للإعلام، فإن هذه الوظيفة لا يمكن أن تتحقق، فى ظل غياب المعلومات، وأمام العجز فى الحصول عليها من مصادرها الأصلية.
إن أول شروط وجود إعلام، يتسم بالمهنية والنزاهة والموضوعية والكفاءة، أن تعترف الدولة بحق المواطن فى المعرفة، وأن يكون الحصول على المعلومات وتداولها متاحاً ومحصنا بكل الضمانات.
لا شيء يضىء الحياة أكثر من الحقائق، التى تحملها المعلومات الصحيحة، فتأتى المعرفة السليمة، ويتولد وعى عام خال من الزيف والتحشيد الفج.
يجب ألا نشكو من تدهور الاعلام، بأنه أصبح اعلام «مصاطب» لا يقول الحقيقة ولا يثرى معرفة، وبأنه يدور فى ملفات من الكذب والعجز والتواطؤ والخيانة، لأن هذا الواقع لن يتغير، إلا بتفعيل عمل الحق فى المعرفة، حتى يمكن أن يفرق الناس، بين إعلام جاد وموضوعي، وإعلام متهم بكل الموبقات !
> فى الختام.. يقول صلاح عبد الصبور :
«فى غرفتى دلف المساء / والحزن يولد فى المساء».